تلسكوب “ويب” يكشف عن نوى مجرّية نشطة مخفية في عمق الكون

تلسكوب جيمس ويب يكشف عن نوى مجرية نشطة مخفية

في اكتشاف فلكي بارز، استطاع تلسكوب جيمس ويب الفضائي تحديد مجموعة غير مرئية من النوى المجرّية النشطة (AGNs)، والتي تعتبر ثقوبًا سوداء فائقة الكتلة تحجبها طبقات من الغبار الكوني، مما يصعّب رؤيتها بواسطة المعدات التقليدية. وبالرغم من التحديات، تبقى تلك الأجسام اللامعة قابلة للرصد نتيجة لقوتها الإشعاعية الكبيرة، مما يتيح للعلماء إمكانية ردم الفجوة بين الكوازارات والنقاط الحمراء الصغيرة، الأجسام الغامضة التي تم اكتشافها مؤخرًا.

في ديسمبر 2022، تمكن علماء الفلك من التعرف على نوع جديد من النوى المجرّية النشطة وسموها “النقاط الحمراء الصغيرة”، تمييزًا لشكلها الذي يظهر كبقع حمراء صغيرة مُكثفة في صور التلسكوب. هذه الأجسام الغامضة تُثير تساؤلات حول علاقتها بالكوازارات الشهيرة، التي تُعتبر واحدة من أقوى مصادر الطاقة في الكون.

الكائنات المجرية الغامضة

يدير الدراسة، التي استمرت لأكثر من عقد، الفلكي ديل كوسيفسكي من كلية كولبي برفقة باحثين من مؤسسات علمية معروفة، من بينهم الفيزيائي الفلكي جوريت ماثي من معهد العلوم والتكنولوجيا. وقد ساهم هذا الفريق في إلقاء الضوء على خصائص هذه الكائنات ومن المحتمل ارتباطها بالكوازارات.

في دراسة حديثة، أشار يوشيكي ماتسوكا، أستاذ مشارك في مركز أبحاث الفضاء، إلى نتائج صادمة حول انتشار الكوازارات “غير الواضحة” في فترات سابقة من الكون، حيث أظهرت عينة من 13 مجرة وجود أدلة واضحة على وجود ثقوب سوداء نشطة ومخبأة تحت الغبار الكوني في 9 منها.

كما أضاف جوريت ماثي أن الفجوة الموجودة بين الكوازارات التقليدية والنقاط الحمراء الصغيرة لا تزال واسعة، مما يفتح الباب لاحتمالية وجود فئة جديدة من الأجسام تُصنف بينهما. هذا الاكتشاف قد يقدم إجابات حاسمة حول كيفية نشوء هذه الكائنات الضخمة وتطورها في الكون الأول.

تم نشر تلك النتائج في السابع من مايو 2025 في قاعدة البيانات العلمية المفتوحة arXiv، مما يمهد الطريق لإجراء مزيد من الدراسات المعمقة. وفي ظل المشاريع المستقبلية، يعتزم الفريق العلمي رصد 30 جسمًا إضافيًا باستخدام تلسكوب “سوبارو” الياباني، لدراسة سلوك هذه الكوازارات المخفية ومقارنة خصائصها مع النقاط الحمراء الصغيرة. كما أن الغاز الموجود حول هذه الأجسام قد يلقي الضوء على الغموض المحيط بالنوى المجرية.

هذا الاكتشاف يشكل إضافة نوعية لفهم نشأة الكون وتطور المجرات، ويؤكد على أن تلسكوب جيمس ويب يعد من الأدوات الرائدة في الكشف عن أسرار التاريخ المبكر للكون.