«جدة تحتضن ندوة الحج: فعاليات كبرى تناقش الاستطاعة والتحديات المعاصرة»

انطلقت اليوم فعاليات ندوة الحج الكبرى تحت عنوان “الاستطاعة في الحج والمستجدات المعاصرة” بمحافظة جدة، بمشاركة عدد من العلماء والباحثين من مختلف دول العالم الإسلامي. تهدف هذه الندوة إلى إبراز أحدث التطورات الشرعية والتنظيمية التي تؤثر على شعيرة الحج، مما يعكس اهتمام المملكة العربية السعودية بتحسين تجربة الحجاج وتيسير أداء مناسك الحج، مع مراعاة الجوانب المتعددة للاستطاعة.

الاستطاعة في الحج والمستجدات المعاصرة

تشير الاستطاعة في الحج إلى توفر العوامل البدنية والمالية والتنظيمية التي تمكن الفرد من أداء هذه الفريضة. وفي هذا السياق، أشار المفتي العام للمملكة إلى أن الاستطاعة لا تقتصر على الصحة البدنية والقدرة الاقتصادية فحسب، بل تشمل أيضًا الترتيبات التنظيمية مثل الحصول على تصريح الحج، وهو شرط أساسي وفقًا لما أكده الجهات المعنية. تساهم هذه المتطلبات في تحقيق مصلحة عامة وتسهيل أداء المناسك، مما يساهم في صياغة مفهوم واضح يساعد الحجاج على الاستعداد لأداء الحج بما يتناسب مع الضوابط الشرعية والنظامية الحديثة.

القدرة على أداء مناسك الحج والتحديثات الحديثة

الندوة التي أطلقتها وزارة الحج والعمرة تهدف إلى توفير منصة علمية تجمع كبار العلماء والمفكرين الإسلاميين لمناقشة المواضيع الشرعية والثقافية المتعلقة بالحج. من أبرز محاور هذه الندوة هو تسليط الضوء على المستجدات التي قد تعيق الاستطاعة أو تسهم في تحسين التجربة العامة للحجاج. كما صرح وزير الحج والعمرة بأن تطوير موسم الحج يأتي ضمن الأهداف الرئيسية لرؤية المملكة 2030 وبرنامج خدمة ضيوف الرحمن. يمثل هذا الحدث استكمالًا لعقود طويلة من الحوار البنّاء الذي يعكس التزام المملكة المستمر بخدمة الحرمين الشريفين.

مشروعات البنية التحتية لدعم الاستطاعة في الحج

كشف وزير الحج والعمرة عن سلسلة من المشروعات النوعية التي تهدف إلى تحسين الاستطاعة في أداء المناسك وتعزيز راحة وسلامة الحجاج. تشمل هذه المشروعات البنية التحتية الحديثة التي تديرها الهيئة الملكية لمكة والمشاعر المقدسة، ومن أبرزها تظليل مساحات واسعة وزراعة آلاف الأشجار لمواجهة الحرارة، بالإضافة إلى مسارات مطاطية لتسهيل الحركة. كما تم تدشين مستشفى طوارئ جديد إلى جانب وحدات إسعاف ونقاط تدخل سريع لتوفير خدمات صحية شاملة على مدار الساعة، مما يعزز من أمان الحجاج ويوفر بيئة صحية مناسبة لاحتياجاتهم.

التطوير المستمر في خدمة الحجاج

أكد الأمير فيصل بن سلمان رئيس دارة الملك عبدالعزيز أن المملكة تعتبر خدمة الحجاج شرفًا ومسؤولية تاريخية تتوارثها الأجيال، وقد حرصت على تطوير مشروعات رائدة تسهم في توفير تجربة استثنائية لضيوف الرحمن. أعلن عن إطلاق مشروع “تاريخ الحج والحرمين الشريفين” لتوثيق هذه الرحلة الإيمانية عبر العصور، وهدف هذا المشروع إلى إبراز الإرث الثقافي التنظيمي الذي عكس تجارب الحجاج منذ بدايات التاريخ الإسلامي وحتى الآن، مما يعزز تبادل المعرفة والتراث الثقافي بين الأمة الإسلامية.

مشروعات وبرامج تدعم الاستطاعة بشكل عصري

تماشيًا مع دورها الريادي، قامت المملكة بإطلاق عدد من البرامج المبتكرة لتحسين التجربة العامة للحجاج، بدءًا من تطوير أنظمة النقل التي تشمل الحافلات وقطارات المشاعر المقدسة وفقًا لخطط تشغيلية مرنة. كما ركزت المملكة خططها على استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي لتوفير حلول جديدة، مثل تحسين أنظمة الصوت وإدارة الحشود وتقديم مراكز ضيافة للأطفال لتلبية احتياجات الأسر، مما يجعل المملكة نموذجًا عالميًا في إدارة المشاعر المقدسة.