مشاريع الرياض تعزز مساحة متاجر التجزئة إلى 4 ملايين متر مربع مع نمو الإيجارات بنسبة 4%

نمو قطاع التجزئة في الرياض

تزايد إجمالي المعروض من متاجر التجزئة في العاصمة السعودية الرياض إلى 4 ملايين متر مربع خلال الربع الأول من العام، وذلك بفضل افتتاح مشاريع كبرى. يتضمن التقرير الصادر عن شركة نايت فرانك العالمية للاستشارات العقارية رؤى حول مستقبل سوق التجزئة في المملكة. ويتوقع أن يدخل السوق نحو 540 ألف متر مربع من مساحات التجزئة الجديدة هذا العام، ليصل إجمالي المخزون إلى 5.2 مليون متر مربع بحلول عام 2026، وهو ما يعكس زيادة ملحوظة بنسبة 20% خلال عامين فقط.

تطور سوق البيع بالتجزئة

يستعد السوق السعودي للاستفادة من مزيد من النمو بعد الانتعاش المتوقع في عام 2024، والذي سيقوده زيادة إنفاق المستهلكين وسرعة اعتماد التقنيات الرقمية، بالإضافة إلى التطورات الكبيرة في مجالات التجزئة الفاخرة والتجريبية. وتعتبر الرياض من أبرز المناطق التي يقود فيها هذا الانتعاش، إذ تستحوذ على 2.2 مليون متر مربع من إجمالي المعروض الجديد الذي يُخطط له في أكبر 5 مدن سعودية حتى عام 2030.

كما ينعكس انتعاش قطاع التجزئة في العاصمة من خلال ارتفاع الإيجارات الرئيسية في مراكز التسوق الإقليمية والعالمية، والتي شهدت زيادة بنسبة 4% لتصل إلى 2848 ريال سعودي لكل متر مربع خلال 12 شهرا حتى نهاية الربع الأول من 2025. من المقرر أن يلعب المشاريع المستقبلية مثل القدية والأفنيوز الرياض وجوهرة الرياض دوراً محورياً في إعادة تشكيل مشهد التجزئة في المناطق الحضرية، مما يسهم في خلق مساحات حيوية تتماشى مع أهداف رؤية 2030 لتحسين جودة الحياة.

صرح جوناثان باجيت، الشريك ورئيس قسم استشارات التجزئة في نايت فرانك، بأن النمو السكاني والزيادة في الدخل القابل للإنفاق يزيد من تسريع عملية التحول في قطاع التجزئة في الرياض. حيث يضع المطورون أولوية كبيرة لتصميم الأنشطة التجريبية، حيث أن أكثر من نصف المشاريع المستقبلية تحتوي على مناطق ترفيهية وتجارب لتناول الطعام ودور سينما، مما يسهم في إنشاء مساحات حضرية ممتعة محورها الترفيه.

شهدت إنفاقات المستهلكين، بما في ذلك السحب النقدي، نمواً بنسبة 7% ليصل إلى 1.41 تريليون ريال سعودي في عام 2024، بينما انتعشت التجارة الإلكترونية بنسبة 26% لتصل إلى 197.4 مليار ريال. وهذا يعكس تحولاً ديناميكياً في سلوك المستهلكين وقنوات الشراء.

تشهد السعودية تحولاً سريعاً لتصبح وجهة تسوق عالمية، حيث تسعى المملكة لجذب العلامات التجارية العالمية الرائدة، وبالتالي تعزيز جاذبيتها للسياح الأثرياء والمقيمين الذين يتمتعون بالثروة. وقد وسعت علامات تجارية عالمية مثل جوتشي وهاكيت لندن وستيف مادن حديثاً من وجودها في السوق، مما يعكس الطلب المتزايد على العلامات التجارية الفاخرة في السعودية.

في مجال المأكولات والمشروبات، دخلت علامات عالمية مثل زوما وجونز ذا جروسر وسيكسي فيش السوق لتقديم تجارب طعام راقية، في وقت يشهد فيه هذا القطاع تطوراً سريعاً. وأكد كونستانتينوس باباداكيس، الشريك المساعد في استشارات الأغذية والمشروبات، على أن قطاع الأغذية والمشروبات يظل محورياً في تعزيز أداء سوق التجزئة، حيث أظهرت بيانات البنك المركزي السعودي أن نحو ثلث معاملات نقاط البيع في 2024، التي تعادل 198.6 مليار ريال سعودي، تمت في المطاعم والمقاهي.