السعودية تفرض حظرًا رسميًا على بيع السجائر ومنتجات التبغ لفئات معينة من المواطنين والمقيمين

السعودية تمنع بيع السجائر وجميع منتجات التبغ للقاصرين

في إطار جهودها الهادفة لحماية الصحة العامة وتقليل نسب التدخين بين الشباب، أعلنت الجهات التنظيمية في المملكة العربية السعودية عن فرض حظر على بيع السجائر وكل منتجات التبغ للأفراد دون سن 18 عاماً، سواء للمواطنين أو المقيمين.

إجراءات صارمة لتأمين سلامة القاصرين

تتوزع هذه الخطوة ضمن برنامج وطني شامل يركز على تعزيز الوقاية من التدخين وتقليل أثاره الصحية والاقتصادية. وبموجب هذا القرار، يتعين على المحلات التي تبيع منتجات التبغ التأكد من العمر القانوني للمتسوقين قبل إتمام أي عملية بيع.

كما تتحمل المحلات البائعة مسؤولية قانونية في حال عدم التحقق من هوية المشتري أو إذا تم بيع منتجات التبغ للأشخاص دون السن المسموح به. ويواجه المخالفون عقوبات مالية وإدارية قد تشمل الغرامات أو إغلاق المتجر في حال تكرار المخالفة.

تأتي هذه الإجراءات كجزء من اللائحة الجديدة لتنظيم بيع التبغ، والتي بدأت المملكة في تطبيقها تدريجياً في مختلف المناطق، مستندة إلى أحكام نظام مكافحة التدخين الذي صدر في عام 2015، والذي يهدف إلى تقليل تدخين القاصرين وتقليص بيئات العرض والإعلانات التي تجذبهم لتجربة تلك المنتجات.

يسعى المسؤولون في قطاع الصحة إلى حماية الأجيال القادمة من تأثير إدمان التبغ الذي غالبًا ما يبدأ في سن مبكرة، ويتحول إلى سلوك مدمن يؤثر سلباً على صحة الأفراد والمجتمع. وتوضح الأبحاث المحلية والدولية أن معظم المدخنين يبدأون باستخدام منتجات التبغ خلال فترة المراهقة، مما يعزز الحاجة إلى فرض مثل هذه القيود.

تشير التقارير التابعة لوزارة الصحة السعودية إلى أن معدلات التدخين بين الشباب قد شهدت انخفاضاً طفيفاً في السنوات الأخيرة، إلا أن هناك رغبة قوية في تعزيز هذا الاتجاه عبر تقييد الوصول إلى منتجات التبغ، بالإضافة إلى إطلاق برامج توعية في المدارس والجامعات.

بدأت الفرق الرقابية الخاصة بالأمانات والبلديات بالتعاون مع هيئة الغذاء والدواء في تنفيذ حملات تفتيش موسعة على المتاجر والمراكز التي تبيع التبغ، لضمان الالتزام بالتعليمات الجديدة. كما تم توزيع منشورات توعوية للبائعين حول كيفية التحقق من عمر المشتري، بالإضافة إلى وضع ملصقات تحذيرية واضحة في نقاط البيع لإظهار منع البيع للقاصرين.

تأتي هذه الجهود ضمن سلسلة من المبادرات التي تهدف السعودية من خلالها لمكافحة ظاهرة التدخين، مثل رفع أسعار منتجات التبغ ومنع التدخين في الأماكن العامة والمغلقة، وInitiate حملات توعوية إعلامية لتسليط الضوء على المخاطر الصحية المرتبطة بالتدخين. تعمل المملكة بالتنسيق مع منظمة الصحة العالمية لتنفيذ الاتفاقية الإطارية لمكافحة التبغ، والتي تسعى لتحقيق خفض في انتشار هذه الظاهرة عالمياً.

يتوقع أن تسهم هذه الإجراءات في تقليل عدد المدخنين مستقبلاً، لا سيما مع مشاركة المدارس والأسر في جهود التوعية والتثقيف، مما سيساعد في بناء مجتمع أكثر وعياً بمخاطر التبغ.