بورصة السعودية تسجل تراجعاً جديداً قبل عطلة طويلة في ظل تراجع اهتمام المستثمرين

واصل مؤشر سوق الأسهم السعودية تراجعه اليوم الأحد، حيث تأثرت تعاملات السوق بعوامل متعددة، من أبرزها اقتراب عطلة عيد الأضحى وزيادة حالة الغموض المرتبطة بالحرب التجارية العالمية، بالإضافة إلى تأثير وفرة المعروض على أسعار النفط. بعد أن شهدت الأسواق ارتفاعاً طفيفاً عند الافتتاح، انخفض مؤشر “تاسي” بنسبة 0.25% ليصل إلى 10963 نقطة بعد مرور بضع دقائق من بدء الجلسة، متأثراً بتراجع أسعار أسهم مجموعة من الشركات مثل “أكوا باور”، و”البنك الأهلي”، و”جبل عمر للتطوير”، على الرغم من صعود سهم “أرامكو”.

تراجع مستمر

استمر سهم “المتحدة لصناعات الكرتون” في الهبوط منذ بداية تداولاته يوم الثلاثاء الماضي، حيث فقد 6.2% في وقت مبكر من الجلسة ليصل إلى 42.3 ريال، وهو السعر الذي يقل عن سعر الطرح البالغ 50 ريالاً. تميزت التداولات في السوق السعودية خلال مايو بالضعف، حيث تكبد “تاسي” خسارته الشهرية الرابعة بنسبة 5.8%، مما يعكس أطول سلسلة خسائر شهرية منذ نهاية 2014.

غياب العوامل الداعمة

أشارت ماري سالم، المحللة المالية لدى “الشرق”، إلى غياب المحفزات المحلية التي تشجع المستثمرين، خاصة أن الأسبوع الجاري هو الأخير قبل عطلة عيد الأضحى. وأوضحت أن العديد من المستثمرين قد يفضلون البقاء خارج الأسواق لتفادي أي مخاطر محتملة نتيجة العوامل العالمية خلال فترة العطلة.

ازداد الوضع تعقيداً على الصعيد العالمي، حيث منحت محكمة استئناف فيدرالية للرئيس الأمريكي دونالد ترمب مهلة مؤقتة تتعلق بقرار قضائي من شأنه إلغاء جزء كبير من الأجندة الجمركية، وهو ما اعتبرته الإدارة الأمريكية دعماً لموقفها في مواجهة حكم محكمة التجارة الدولية بشأن الرسوم الجمركية. هذه التطورات من المحتمل أن تُعزز حالة عدم اليقين بين المستثمرين عالمياً، حيث قد تؤجل أي انفراجة في ملف الرسوم الجمركية.

قال أحمد الرشيد، المحلل المالي الأول لدى صحيفة “الاقتصادية”، إن استئناف إدارة ترمب يعيق التوصل إلى اتفاقيات تجارية جديدة، إذ ستنتظر الدول المعنية نتائج الاستئناف. لم تشهد المؤشرات الرئيسية لسوق الأسهم الأمريكية تغييرات كبيرة في آخر جلسات الأسبوع الماضي، بينما تأثرت معظم الأسواق الآسيوية سلباً بسبب تفاقم حالة عدم اليقين.

في سياق متصل، شهدت أسواق النفط تطوراً ملحوظاً، حيث اتفق تحالف “أوبك+” على زيادة إنتاج النفط بمعدل 411 ألف برميل يومياً اعتباراً من يوليو المقبل، مما قد يُسهم في تسريع استئناف الإنتاج المعلق. هذا، وقد انخفض خام برنت ليغلق دون 64 دولاراً للبرميل في نهاية الأسبوع الماضي، في حين تراجع خام غرب تكساس الوسيط عن 61 دولاراً قبيل إعلان قرار التحالف، مما يزيد الضغط على تداولات الأسهم السعودية.