هل تلاشت مشاعر التضامن مع غزّة؟.. عاجل: آخر المستجدات المحلية

كتب: كمال ميرزا منتدى تضامن شعبيّة لم تكن في الأردن مجرد مشهد عابر. للأسبوع الثالث على التوالي، شهدت المنطقة تجمعات جماهيريّة كبيرة تعبيرًا عن التضامن مع أهالي غزّة. رغم أن الأعداد لا تزال أقل مما كانت عليه سابقًا، إلا أن هذه العودة تمثل علامة إيجابية، فعلى الأقل، لا يزال هناك أمل في تحريك المشاعر تجاه ما يحدث في فلسطين.

إن السلطات حاولت استخدام قضية خلية تصنيع الأسلحة التي تم الكشف عنها للتقليل من هذه المسيرات، لكنها لم تنجح في إخفاء الحاجة العميقة للشعب الأردني للتعبير عن تضامنه. من الواضح أن هذه الحشود تمثل أملًا في الاستمرار في مقاومة الظلم، حتى لو كانت تأتي كنوع من “ذر الرماد في العيون”.

في واقع الأمر، إن التضامن مع غزّة يعتبر صوتًا مشتركًا للجميع في الأردن، حيث يُعتبر دفاعًا عن الهوية الوطنية الأردنية قبل أن يكون دفاعًا عن القضية الفلسطينية. هذا الشعور يعكس الخوف من المخاطر التي يمثلها العدو الصهيوني، ولا يمكن لأحد أن يختصر هذا التضامن في جماعة أو طرف معين.

هل انتهى تضامننا مع غزّة؟

إن التضامن مع غزّة يتجاوز مجرد تنظيم مسيرات، فهو يتطلب منا التفكير خارج الصندوق وإيجاد طرق مبتكرة لتعبير عن دعمنا. فعلى سبيل المثال، يمكن للأردنيين تفعيل مظاهر التضامن من خلال إطفاء الأنوار في وقت معين كتعبير رمزي عن تفهمنا لمأساة أهالي غزّة، أو من خلال ترديد صلوات معينة لإظهار الدعم.

كما يجب أن نستفيد من اللحظات الرمزية، مثل أجواء الحجّ، حيث يمكن أن يتفق الأردنيون على ساعة محددة ليظهروا تضامنهم بأداء شعائر دينية تتضمن الدعاء والغناء الجماعي. هذه الطرق لا تعطي فرصة لردود فعل سلبية من السلطات، بل تعكس التزامًا بإنسانيتنا على الرغم من الوضع الراهن.

وعلى الرغم من التحديات التي نواجهها، فإن هذه المبادرات يمكن أن تخلق نوعًا من الوعي الجماعي بأننا لسنا مجرد متفرجين على الأوضاع المؤسفة التي يعاني منها أهل غزّة. بل نحتاج إلى زرع هذه الروح في قلوب الأجيال القادمة، حتى نضمن استمرار الرسالة الإنسانية وأن نكون جزءًا من هذا التراث الثقافي الذي يرفض الظلم بكل أشكاله.

التضامن مع غزّة ليس مجرد لحظة عابرة، بل هو ضرورة ملحة تذكّرنا بأهمية ما نتعاون عليه معاً كأمة، حتى لو كان ذلك في ظل صعوبات وضغوطات تتجاوز القضايا الراهنة. فنحن بحاجة إلى إعادة تفعيل تضامننا حتى لا نكون ضحية للانقسام والإغراق في تفاصيل الحياة اليومية.

التفاصيل من المصدر – اضغط هنا

استمرار المواقف التضامنيّة

يحتاج التضامن اليوم إلى خطوات عملية تدفعنا إلى الأمام، فنحن بحاجة للتحرك بشكل يتناسب مع الظروف الراهنة من دون تجاوز حدود الأمان والاهتمام بالرسالة التي نرسلها. فالأمل موجود، والدعم متواصل رغم كل شيء، والمطلوب الآن هو إعادة التفكير في كيفية تجسيد التضامن دون الحاجة إلى الخروج للشارع في كل مرة.