تجميد التخصيب: خطوة نحو الاعتراف بالحق المدني في الطاقة النووية


الاحد 01 يونية 2025 | 05:05 صباحاً

أمريكا وإيران

أمريكا وإيران

أعلنت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، أن المبعوث الأمريكي الخاص ستيف ويتكوف قدّم عرضاً “مفصلاً ومقبولاً” لإيران بشأن الاتفاق النووي، مشيرة إلى أن قبول طهران لهذا العرض سيكون في مصلحتها، لكن لم يتم توضيح التفاصيل. بالمقابل، أفاد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي بأن نظيره العماني بدر البوسعيدي زار طهران حاملاً “بنود المقترح الأمريكي”، مما يدل على أن المفاوضات انتقلت إلى مرحلة أكثر حساسية تتطلب قرارات استراتيجية.

وفقاً لليفيت، أعاد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التأكيد على موقفه الثابت بأنه لا يُسمح لإيران بامتلاك قنبلة نووية.

العرض الأمريكي الجديد

ذكرت صحيفة نيويورك تايمز، استناداً إلى مصادر مطلعة، أن المقترح الأمريكي ليس اتفاقاً نهائياً بل يتضمن “نقاطاً أساسية” تشكل أساساً للتفاوض. ومن أبرز تلك النقاط، مطالبة إيران بوقف جميع أنشطة تخصيب اليورانيوم مقابل إقامة “تحالف إقليمي” لإجراء عمليات التخصيب للأغراض المدنية تحت إشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية والولايات المتحدة. تسعى واشنطن من خلال هذا العرض إلى كسر الجمود في ملف التخصيب، والذي يعد نقطة الخلاف الرئيسية. وبحسب موقع أكسيوس، يتضمن المقترح أيضاً إمكانية اعتراف الولايات المتحدة بحق إيران في التخصيب للأغراض المدنية، بشرط أن تُوقف طهران أنشطتها التخصيبية بالكامل داخل أراضيها.

وفي الأسابيع الأخيرة، رفضت إيران علنًا أي مقترحات تتعلق بوقف تخصيب اليورانيوم، مؤكدة أن هذا الحق غير قابل للتفاوض، واعتبرته “الخط الأحمر”.

مفاوضات حساسة

يمثل هذا المقترح أول عرض مكتوب رسمي يقدمه ويتكوف منذ بدء المفاوضات في أبريل الماضي، بعدما اقتصر العرض السابق على تقديم شفهي خلال الجولة الرابعة من المحادثات، والذي تم توضيحه بشكل أكثر تفصيلاً في الجولة الخامسة التي عُقدت في روما الأسبوع الماضي. يذكر أن الجانب الإيراني طلب تلقي الموقف الأمريكي بشكل مكتوب بسبب الغموض الذي شاب العروض الشفوية.

تزامن عرض المقترح الأمريكي مع تقرير جديد أصدرته الوكالة الدولية للطاقة الذرية، أشار إلى زيادة كبيرة في مخزون إيران من اليورانيوم المخصب بنسبة 60% خلال الأشهر الثلاثة الماضية، مما يُقرب طهران نظرياً من الحصول على مواد تكفي لإنتاج نحو عشر قنابل نووية، مقارنة بخمس أو ست فقط مطلع هذا العام. وقد علّق المدير العام للوكالة، رافائيل جروسي، بأن هذا التصعيد “يتطلب الوصول إلى حل دبلوماسي في إطار نظام تفتيش صارم”، مشيراً إلى أن المخاوف الدولية بشأن البرنامج النووي الإيراني دخلت مرحلة دقيقة.