اشتباكات طرابلس وتحديات الحكومة الليبية
ذكرت صحيفة “نيو لاينز” الأمريكية أن الصدامات في طرابلس قد تدفع ليبيا مجددًا إلى نقطة تحول، مما يضع حكومة الوحدة في أضعف حالاتها منذ توليها السلطة في عام 2021.
تطورات الصراع في العاصمة
تحمل هذه التطورات مخاوف من تجدد التصعيد بين الفصائل المتنافسة في طرابلس، مما قد يغير من توازن القوى على الأرض. وأظهرت الاشتباكات الأخيرة استياءً عميقًا بين سكان العاصمة، حيث توجه العديد من اللوم إلى رئيس الحكومة عبد الحميد الدبيبة واللواء (444 قتال)، الذي كان معروفًا سابقًا بترتيب الأوضاع الأمنية.
كشف المقال عن أن الواقع السياسي في طرابلس أصبح أكثر خطورة، حيث أدت الأحداث الأخيرة إلى ردود فعل غاضبة جماهيرية، مما يعكس فشل الحكومة في تلبية تطلعات المواطنين. تركز الغضب أيضًا على الفصائل المسلحة، التي تتمتع بحصانة من المحاسبة، وأيضًا يوجد وجود سياسي لمعارضي الدبيبة، مما يعكس تدهور الثقة في الوضع الراهن.
سمح هذا الوضع بانتقال الصراع إلى مرحلة جديدة تتعلق بسرد الروايات، حيث تعتمد قوة الدبيبة على عدم وجود توافق بين من يسعون لإزاحته. فقد فقد مجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة صدقيتهما، مما جعلهم يفضلون الحفاظ على الأزمة الحالية بدلًا من إيجاد حل جذري. الوضع نفسه ينطبق على المجلس الرئاسي الذي يظهر ضعفًا واضحًا.
استغلت المجالس الثلاث الوضع الناشئ من الاشتباكات في طرابلس، لعله يساعد في تحويل الغضب الشعبي إلى فرصة لتشكيل حكومة جديدة. ومع ذلك، أضعفت النزاعات الداخلية بين هذه المجالس أي محاولة للتوصل إلى خطة موحدة للتغيير، مما أعطى الدبيبة زخمًا للتمسك بالسلطة ورفض الاستقالات.
تشير التحليلات إلى هشاشة الهدنة الحالية، حيث تحمل جميع الفصائل أسبابًا قوية لتصعيد الأمور، خاصة عندما يظهر أي حديث عن تشكيل حكومة جديدة. من المتوقع أن يزداد التوتر الحالي مع مرور الوقت، مما قد يدفع الدبيبة ودائرته إلى إعادة النظر في النهج العسكري لمواجهة هذا التحدي، سواء كان ذلك عبر التصدي للفصائل التي تسعى لتأسيس سلطة بديلة أو من خلال تعزيز سيطرتهم من جديد.
بالإضافة إلى ذلك، تتيح الصراعات المستمرة في طرابلس لعائلة حفتر فرصة توسيع نفوذها دون الحاجة إلى تواجد عسكري مباشر في العاصمة. فقد تمكن حفتر وأتباعه من التأثير على الإنتاج النفطي وإدارة البرلمان في بنغازي، مما يمنحهم القدرة على الحصول على تنازلات سياسية ومالية من خصومهم في الغرب. ومن المحتمل أن تستمر هذه الديناميكيات في خدمة مصالح الأطراف في المنطقة الشرقية، إذ تعكس التحولات المتزايدة في المشهد الليبي العديد من التحديات المعقدة التي لا تزال تواجه البلاد.
تعليقات