حالات الهياج النفسي في الأماكن المقدسة
هل سبق لك أن سمعت عن حالات لأشخاص أقدموا على أفعال هستيرية وعنيفة ضد أنفسهم أو ضد الآخرين في مواقع تعتبر دينية أو ثقافية أو تاريخية في طبيعتها؟ هل حاولت يوماً ما تحليل سلوكياتهم تلك؟ لقد تبين لنا مراراً أن هناك من يصرخ في باحات الحرم المكي، أو في ساحات القدس، معلناً نفسه المهدي المنتظر أو المسيح المخلص، بينما يقوم آخرون بالإعلان عن كونهم المبشّرين بصاحب الزمان في أماكن العتبات الشيعية في النجف أو كربلاء.
تعد “متلازمة القدس” إحدى الظواهر النفسية التي تعتري أشخاصاً ليس لهم تاريخ مرضي نفسي، لكنهم يصبحون عرضة للهوس والتصرفات الهستيرية لدى زيارة المواقع المقدسة في مدينة القدس، وهي تكون مشتركة بين اليهود والمسيحيين والمسلمين على حد سواء. الكاتب السعودي فهد عامر الأحمدي أشار في مقال سابق له إلى ما أسماه “متلازمة القنبلة المقدسة”، والتي تتواجد بشكل شائع بين زوار المدينة المنورة. إذ يستقبل هذا المكان سنوياً أكثر من أربعة ملايين زائر، ومن بينهم أشخاص يعانون من مشاكل نفسية وأفكار متطرفة. وقد تحدث عن تجربة لأحد هؤلاء الذين كفّروا المصلين في الحرم النبوي وشتموا المارة، مما يبرز حالة الهوس التي يمكن أن تتجلى في مثل هذه الأماكن.
ظواهر الهوس في المواقع التاريخية
الهوس والنوبات النفسية لا تقتصر فقط على الأماكن الدينية، بل تمتد أيضاً إلى المزارات التاريخية. على سبيل المثال، شهد مزار جيش الإمبراطور “تشين” لتماثيل الطين، الذي يعد معلمًا سياحيًا شهيرًا، حادثة مؤسفة قبل أيام، حيث ألقى زائر صيني بنفسه من ارتفاع يبلغ أكثر من 5 أمتار على تماثيل هذا الجيش التاريخي، مما أسفر عن إصابته وبعض الأضرار للتماثيل. وقد أوضحت السلطات المحلية أنه يعاني من مشاكل نفسية، مما يستدعي التحقيق في الحادثة.
تبقى هذه الحالات نادرة نسبيًا، ولكن يجب الانتباه إليها. ومن المثير للدهشة أن ما يعتبره العقلاء في أحيان كثيرة جنونًا، يمكن أن يصبح موضوعًا جديًا يتبناه بعض الأتباع. لذلك، يجب التعامل بحزم مع مثل هذه الظواهر والتحرك للسيطرة عليها قبل أن تتحول إلى ظواهر أكبر.
تعليقات