أداء اليمين الدستورية: رئيس الوزراء السوداني الجديد يبدأ مهامه رسمياً

تعيين كامل الطيب إدريس رئيساً للوزراء في السودان

أدى كامل الطيب إدريس اليمين الدستورية اليوم (السبت) بوصفه رئيس الوزراء السوداني الجديد أمام عبد الفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة وقائد الجيش. وبحسب ما أفادت به وكالة السودان للأنباء (سونا)، عقد رئيس وأعضاء مجلس السيادة الانتقالي اجتماعًا مع إدريس لاستعراض الجهود الحكومية خلال الفترة الماضية، والتي تركزت على تحقيق الاستقرار الاقتصادي وتأمين معاش المواطنين، بالإضافة إلى جهود تطبيع الأوضاع في الولايات التي تأثرت نتيجة اعتداءات الدعم السريع.

وخلال الاجتماع، أكد البرهان على أهمية متطلبات الفترة الانتقالية، مشيرًا إلى أن المنظومة العسكرية والأمنية تعمل بشكل متكامل من أجل الحفاظ على وحدة السودان ومواجهة التحديات المتمثلة في “التمرد”. وكان إدريس قد وصل إلى بورتسودان في شرق البلاد يوم الخميس الماضي استعداداً لتولي مهامه رسميًا، بعد إصدار قرار بإلغاء إشراف أعضاء مجلس السيادة على الوزارات، مما يمنح رئيس الحكومة مزيدًا من السلطات.

التحديات أمام الحكومة الانتقالية الجديدة

تم الإعلان عن تعيين إدريس رئيساً للوزراء بعد التأكيد على تشكيل حكومة انتقالية خالية من الانتماءات الحزبية، وذلك في خطوة تهدف إلى إعادة ترتيب المشهد السياسي. وُلد إدريس في عام 1954 في قرية الزورات شمال دنقلا، وهو ينتمي لمجتمع النوبة، حيث درس الفلسفة في جامعة القاهرة وحصل على ليسانس الحقوق من جامعة الخرطوم قبل أن ينال درجة الدكتوراه في القانون الدولي من جامعة جنيف.

يشتهر إدريس بخبرته الواسعة في مجال القانون، حيث شغل منصب مدير المنظمة الدولية للملكية الفكرية. وبالرغم من عدم انتمائه لحزب سياسي معين، فقد تميز بقدرته على توحيد الأطراف المختلفة عندما جمع بين الصادق المهدي وحسن الترابي في مؤتمر عام 1999.

وفي ظل الظروف الحالية المعقدة، تواجه الحكومة الجديدة تحديات كبيرة تتعلق بتشكيل الحكومة، حيث يتطلب الأمر تجاوز المحاصصة الحزبية والتركيز على اختيار شخصيات مستقلة وكفؤة. كما ستواجه الحكومة ضغوطًا إيجابية لتحسين مستوى الخدمات العامة، بما في ذلك القطاع الصحي الذي يعاني تحت وطأة انتشار مرض الكوليرا، في وقت يسعى فيه إدريس إلى تفعيل خطط لإنعاش الاقتصاد المتعثر للبلاد. تتطلب هذه المرحلة الحساسة تضافر الجهود لضمان نجاح الحكومة في تحقيق الأهداف المرجوة، مما يجعل من أولويات إدريس العمل على تعزيز الأواصر السياسية وتفادي الهيمنة العسكرية.