أوكرانيا في منعطف حاسم: التحديات والمخاطر تزداد حدة

الحرب في أوكرانيا والبحث عن التسوية

تدخل الحرب في أوكرانيا عامها الرابع، وتستمر الضغوط الدولية من أجل دفع الأطراف المعنية نحو تحقيق تسوية. وفي رأي مجلة “فورين أفيرز”، فإن المساعي لتحقيق “سلام شامل” تتناقض مع الواقع، حيث لم تصل الحرب بعد إلى حالة توازن حقيقي تسمح لأي طرف بفرض شروطه. تسجل المجلة غياب الثقة وانعدام توافق التصورات حول مفهوم “السلام”، مما يُظهر أن أوكرانيا والغرب في مفترق طرق خطير.

الصراع والتحديات الحالية

أعاد المسؤولون الأوكرانيون تأكيد رفضهم القاطع لأي خطط تتضمن تقديم تنازلات إقليمية لمصلحة روسيا. وعبر الرئيس فولوديمير زيلينسكي عن أن أي جهود للتفاوض لا تبدأ بانسحاب كامل للقوات الروسية من الأراضي التي تحتلها موسكو تُعتبر بمثابة اعتراف ضمني شرعي بالعملية العسكرية الروسية. تعتبر المجلة الأمريكية أن هذا الرفض يعكس قناعة راسخة لدى الأوكرانيين بأن روسيا لا تتفاوض بجدية، بل تباطئ من أجل كسب الوقت. وعلى الرغم من الهدنات، فإن الكرملين ينظر إليها كفرصة لإعادة التموضع وبناء الدفاعات.

تناولت المجلة أيضاً تزايد الحديث في الأوساط السياسية الأمريكية، خاصة بين الجمهوريين المقربين من الرئيس السابق دونالد ترمب، حول إمكانية فرض “صفقة كبرى” على الأطراف، موضحة أن هذا يعكس انفصالاً عن تعقيدات الواقع الميداني والسياسي في أوروبا الشرقية. كما أن طرح ترمب لوقف الحرب يواجه العديد من الحقائق الصعبة، مثل تمسك روسيا بمكتسباتها ومحاولاتها للسيطرة على أراض جديدة، ورؤية أوكرانيا للصراع كمعركة وجود وليس مجرد نزاع حدودي.

في غياب استراتيجية غربية شاملة تربط بين الضغط العسكري ومفاوضات جدية، تستغل روسيا الثغرات القائمة وتراهن على تراجع الدعم الغربي. تصر كييف على ثلاثة شروط أساسية لأي عملية سياسية تُعتبر ذات مصداقية: انسحاب كامل للقوات الروسية، محاسبة موسكو على الجرائم المرتكبة، وضمانات أمنية دولية ملزمة. في حال غياب هذه الشروط، ستبقى أي محادثات مجرد غطاء لفروض جديدة على الأرض.

وفي حال استمر الدعم الغربي، من المحتمل أن تستمر الحرب كصراع طويل الأمد، حيث يراهن الطرفان على تغير التوازنات في المستقبل. إن غياب استراتيجية موحدة تربط بين الأوضاع الميدانية والمفاوضات سيؤدي إلى استمرار الفجوة في السلام، وقد تتحول هذه الفجوة إلى فوضى إقليمية أوسع.