في سياق متصل، اعتبر الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية الدكتور مصطفى البرغوثي أن الاحتلال الإسرائيلي يمهد الطريق لضم وتهويد الضفة بالكامل، مشيرًا إلى وجود ما بين 300 و400 مستوطنة حالياً، مما يعني أن إضافة 22 مستوطنة أخرى سيحدث تغييرًا جذريًا في الواقع ويساهم في تكريس السيطرة الإسرائيلية. ويرى البرغوثي أن الهدف من إنشاء هذه المستوطنات هو جعل الضفة الغربية تبدو كأنها أرض إسرائيلية، بينما تصبح المدن والقرى الفلسطينية مجرد كيانات معزولة.
وأوضح مدير مركز القدس للدراسات السياسية عريب الرنتاوي أن الحكومة الإسرائيلية تسعى للقضاء على أي فرصة لقيام دولة فلسطينية في الضفة وقطاع غزة، حيث تعمل بشكل منهجي على تقويض الأركان الأساسية لهذه الدولة: الأرض، السكان، والنظام السياسي. واعتبر الرنتاوي قرار بناء المستوطنات الجديدة غير مسبوق منذ الاحتلال، محذرًا من تداعياته الخطيرة، خاصة وأن هناك قرارات سابقة قد سبقت هذا القرار، مثل تحويل قضايا تسجيل الأراضي والعقارات في المنطقة “ج” إلى وزارة الدفاع الإسرائيلية.
وفي حديثه عن الصعوبات التي تواجه قيام دولة فلسطينية، ذكر الرنتاوي أن الاحتلال يهدف إلى منع قيام دولة فلسطينية شاملة، مشيرًا إلى أن 82% من المستطلعين في استطلاعات الرأي يؤيدون تهجير سكان غزة، و56% يؤيدون تهجير فلسطينيي 48. ورغم ذلك، يوجد البعض من العرب الذين لا يرون هذه الحقيقة ويستمرون في المطالبة بحل الدولتين الذي تم تقويضه منذ زمن.
أما البرغوثي، فقد شدد على أن الاحتلال ليس لديه أي استعداد للقبول بفكرة الدولة الفلسطينية، فهو يسعى لضم كل الأراضي الفلسطينية وتهجير السكان الفلسطينيين. وبشأن الخطوات اللازمة للتصدي للمخططات الإسرائيلية، أشار الرنتاوي إلى أهمية أن يركز الموقف العربي على المطالبة بدولة فلسطينية تشمل الضفة والقطاع وعاصمتها القدس الشرقية، ودعا الدول العربية إلى إلغاء أي علاقات مع الاحتلال أو تجميدها كوسيلة لإرسال رسالة قوية. وفي ظل الاستمرار في هذه السياسة، حذر الرنتاوي من أن الاحتلال قد ينجح في تحقيق مخططاته، مما يتطلب من المجتمع الدولي اتخاذ موقف حازم لتغيير هذه المعادلة.
توسيع الاستيطان الإسرائيلي يهدد وجود الدولة الفلسطينية
الملاحظة تظهر أن التوسع الاستيطاني الإسرائيلي يشكل تهديدًا جديًا لفرص إقامة دولة فلسطينية، ويتطلب استجابة فعالة من الدول العربية والمجتمع الدولي لوقف الانتهاكات والفرض القسري للواقع الجديد. وجود مستوطنات جديدة في الضفة الغربية لا يقتصر فقط على أزمة سياسية، بل يمتد ليؤثر بشكل جذري على مستقبل الفلسطينيين وحقهم في تقرير مصيرهم.
التصعيد الاستيطاني وتداعياته على السلام
يستدعي الوضع القائم جهدًا دوليًا مشتركا للتصدي للمخططات الإسرائيلية. إنه من الضروري عدم الاستهانة بتداعيات هذا التصعيد، حيث إن الاستمرار في التوسع الاستيطاني يخلق واقعًا يصعب تغييره، ويزيد من حدة التوترات في المنطقة بين مختلف الأطراف. يُعتبر الانتباه إلى هذه القضايا وتعزيز التعاون العربي والدولي أحد الخطوات الأساسية لتحقيق سلام شامل وعادل في المنطقة.
تعليقات