غبار المريخ يظهر في سيلفي مركبة ناسا “المثابرة”

احتفلت مركبة “بيرسيفيرانس” التابعة لوكالة ناسا بمرور 1500 يوم على سطح المريخ من خلال التقاط صورة سيلفي جديدة، حيث ظهرت فيها جزيئات غبار صغيرة. تم تجميع هذه الصورة الذاتية من 59 لقطة فردية التقطتها الكاميرا الموجودة في طرف الذراع الروبوتية للمركبة، وقد تطلبت كل لقطة ضبطًا دقيقًا لوضع الذراع، حيث تم تنسيق 62 حركة بدقة على مدار ساعة كاملة.

سيلفي مركبة المريخ والتقاط غبارها

قالت ميجان وو، عالمة التصوير في أنظمة مالين لعلوم الفضاء في سان دييجو، إن الصورة تُبرز جاذبية المريخ، حيث يظهر فيها “شيطان الغبار” في الخلفية مما يجعلها تبرز بشكل خاص. تم التقاط الصورة في أجواء صافية وبزاوية عالية للشمس، وامتد طول الصورة عبر مسافة حوالي ثلاثة أميال (خمسة كيلومترات) من الموقع.

بدلاً من مجرد عرض مكونات مركبة “بيرسيفيرانس” المغطاة بالغبار، تكشف الصورة أيضًا عن التضاريس الوعرة في منطقة تل ويتش هازل، الموجودة على الحافة الغربية لفوهة جيزيرو، حيث تواصل المركبة أبحاثها العلمية منذ ديسمبر الماضي. تعتبر هذه المنطقة مهمة للعلماء الذين يسعون لفهم الظروف المناخية السابقة للمريخ، عندما كان كوكبًا مختلفًا تمامًا عما هو عليه الآن.

الصورة تعكس تفاصيل هامة عن المريخ

في الفترة الأخيرة، حققت المركبة إنجازات علمية بارزة، حيث استطاعت جمع شتى أنواع الصخور بأسرع وتيرة في تاريخها. كما سجلت حدثًا تاريخيًا من خلال رؤية الشفق القطبي في سماء المريخ، لتصبح أول مركبة فضائية تلتقط ستائر الضوء من على سطح كوكب آخر. منذ هبوطها في فبراير 2021، قطعت “بيرسيفيرانس” أكثر من 22 ميلًا (36 كيلومترًا) على سطح المريخ، وفحصت 37 صخرة وكتلة صخرية، وجمعت منها 26 عينة.

علق جاستن ماكي، كبير مسؤولي تصوير المركبة في مختبر الدفع النفاث بكاليفورنيا، بأن الصورة الجديدة تعطي رؤية واضحة للتضاريس ومعدات المركبة. وأكد آرت تومسون، مدير مشروع “بيرسيفيرانس”، على أهمية هذه الصورة، مشيرًا إلى أنها قد تبدو مغبرة لكنها تحمل جمالًا يتجاوز ما يظهر على السطح. وأضاف أن الأجهزة المدمجة في المركبة تستمر في تقديم بيانات ستساهم في الاكتشافات العلمية لسنوات عديدة قادمة.