زيارة وزير الخارجية السعودي إلى الأراضي الفلسطينية
يصل وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان، غدًا الأحد إلى مدينة رام الله في الضفة الغربية، على رأس وفد وزاري عربي، للقاء رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس. هذه الزيارة تُعد الأولى لمسؤول سعودي بهذا المستوى إلى الأراضي الفلسطينية منذ عام 1967. وأكد حسين الشيخ، نائب رئيس الوزراء الفلسطيني وعضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، أن الزيارة تأتي في إطار دعم الموقف الفلسطيني، وتُعبر عن اهتمام عربي متزايد بالقضية الفلسطينية في ظل التطورات الجارية في المنطقة.
اجتماع وزراء الخارجية العرب دعمًا لفلسطين
تأتي هذه الخطوة في وقت تسعى فيه المملكة العربية السعودية، بقيادة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، إلى تعزيز الاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية، كجزء من جهود دبلوماسية نشطة لإنهاء الحرب في قطاع غزة وتحقيق حل الدولتين. وفي هذا السياق، صرح السفير الفلسطيني لدى المملكة العربية السعودية، مازن غنيم، لقناة “الإخبارية” السعودية الرسمية، بأن هناك دولًا عربية أخرى ستشارك في الزيارة عبر إرسال وزراء خارجيتها، مؤكدًا أن هذه الزيارة تمثل “رسالة واضحة بأن القضية الفلسطينية لا تزال قضية العرب والمسلمين المركزية”.
وقد أعلنت السلطة الفلسطينية في وقت سابق عن اجتماع مزمع لعدد من وزراء الخارجية العرب في رام الله يوم الأحد، دون أن تكشف عن قائمة المشاركين. وفي الجانب الإسرائيلي، أفاد مصدر مطلع بأن السلطات الإسرائيلية أُبلغت مسبقًا بالزيارة المرتقبة. من ناحية أخرى، أشارت التقارير إلى أن السعودية تشعر بإحباط متزايد من موقف إسرائيل الرافض لإنهاء الحرب في غزة، وتسعى من خلال تلك التحركات لإقناع الدول الغربية، خاصة الولايات المتحدة، بالاعتراف بالدولة الفلسطينية.
كما تُعول المملكة على فرنسا لتكون من بين الدول التي تتخذ هذه الخطوة خلال يونيو المقبل. لدعم هذا التوجه، من المقرر أن تترأس الرياض بالشراكة مع باريس مؤتمرًا دوليًا رفيع المستوى في نيويورك خلال يونيو، يتمحور حول تعزيز حل الدولتين، القائم على إقامة دولة فلسطينية مستقلة بجانب إسرائيل. في تصريحات له خلال زيارة إلى سنغافورة يوم الجمعة، أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن الاعتراف بالدولة الفلسطينية “ليس واجبًا أخلاقيًا فقط، بل ضرورة سياسية”، مشيرًا إلى أن ما يُعمل عليه خلال الأسابيع المقبلة يعد “استجابة سياسية للأزمة في غزة”.
واختتم ماكرون بتوجيه تحذير لإسرائيل، مؤكدًا أنها أمام “ساعات أو أيام” لتحسين الوضع الإنساني في غزة، وإلا فإنها ستواجه موقفًا أوروبيًا أكثر تشددًا. تجدر الإشارة إلى أن المملكة العربية السعودية كانت قد عيّنت، في عام 2023، السفير نايف السديري سفيرًا غير مقيم لدى الأراضي الفلسطينية، حيث زار الضفة الغربية في سبتمبر لتقديم أوراق اعتماده للرئيس محمود عباس، في زيارة اعتُبرت الأعلى مستوى من نوعها منذ عقود في العلاقات السعودية-الفلسطينية.
تعليقات