مترو الرياض: جسر يربط المجتمعات ويعزز التماسك الاجتماعي في السعودية

تطور وسائل النقل العام في الرياض

تكتظ عربات المترو في الرياض بالعاملين والطلاب الجامعيين والموظفين، بالإضافة إلى عدد من التنفيذيين البارزين. أطلقت السعودية، أكبر دولة مصدّرة للنفط في العالم، شبكة مترو شاملة في نهاية العام الماضي، بهدف تحويل العاصمة الرياض إلى مدينة تعتمد على النقل العام بدلاً من السيارات التي تعتبر وسيلة النقل الرئيسية.

النقل العام في العاصمة

تعد الرياض، التي يتجاوز عدد سكانها الثمانية ملايين نسمة، مسرحاً لمشاريع متعددة تتماشى مع “رؤية 2030″، المبادرة الإصلاحية التي يقودها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان. في ذروة أوقات الذروة الصباحية والمسائية، تتحول شوارع المدينة إلى مواقف مزدحمة تصطف فيها عشرات الآلاف من السيارات، بينما تنطلق عربات المترو بسلاسة وسرعة، بتكلفة لا تتجاوز 4 ريالات (حوالي 1.1 دولار) للرحلة التي تستغرق ساعتين.

يؤكد أحد الموظفين الحكوميين أنه يعاني من الازدحام المروري، ولكنه مع دخول المترو، استطاع الوصول إلى عمله دون توتر. ويشير إلى أن استخدامه للمترو قام بتعزيز تفاعله الاجتماعي، حيث ساعده بالخروج من دائرة العزلة. فقد كان المجتمع السعودي يعاني من انقسام طبقي كبير، حيث يعيش الأثرياء والفقراء في عزلتين منفصلتين.

يستمر المسافرون بتبادل الأحاديث مع غرباء يحدثونهم عن ثقافات جديدة، مما يخلق بيئة اجتماعية متعددة. تتسع عربات المترو لتشمل جميع فئات المجتمع، من عمال وطلاب جامعيين إلى تنفيذيين يرتدون بزات رسمية وأنيقة.

بالنسبة للطلاب، مثل هديل وليد، فإن المترو يمثل وسيلة مريحة للتنقل، حيث يوفر الوقت والمال، حيث تقلصت مدة رحلتها اليومية من 3 إلى 4 ساعات إلى ساعة واحدة، مما منحها المزيد من الوقت للدراسة والتفاعل مع أسرتها.

ومع استثمار المملكة في تطوير شبكة مترو متكاملة، ينتظر الجميع نتائج الاستخدام المرتفع للمواصلات العامة. يشير الموظفون إلى أن حياة الجميع أصبحت أسهل بفضل هذا المشروع، الذي يعكس تحولاً جذرياً في الثقافة الحياتية لعاصمة تهدف إلى التقدم والتطور.