إمبراطورة الصعيد: المرأة القوية التي تحدت التقاليد
تُعتبر المعلمة منال صالح واحدة من أبرز النساء في الصعيد، حيث كسرت جميع التقاليد الراسخة في قريتها “الحيبة” بمحافظة بني سويف، تلك القرية التي يُعتبر عمل النساء فيها شيئاً غير معتاد. فهي رفضت فكرة الزواج وأصبحت مقاولة أنفار، معيدة تعريف النجاح بالنسبة للمرأة في مجتمعها.
السيدة التي فتحت الأبواب للنساء
تعيش المعلمة منال، التي تبلغ من العمر في الأربعينات، حياةً مفعمة بالشغف والقوة. ورغم أنها لم تتلقَ تعليماً مناسباً، إلا أنها استمدت قوتها من طبيعة المكان، حيث تستيقظ يومياً قبل الفجر لتجمع العمال في سيارتها الربع نقل، متوجهةً بهم إلى مزارع الصحراء للحصول على الرزق. عاشت المعلمة منال تجربة خاصة، فحياتها كانت مليئة بالتحديات منذ صغرها، حيث فقدت والديها وعاشت مع إخوتها وجدتّها. ولم يكن لديها فرصة للذهاب إلى المدارس، لكنها لم تستسلم.
تقول: “منذ أن كنت صغيرة، كنت أعمل في الحقول، وبعد ذلك بدأت العمل كمقاولة أنفار. أنا امرأة، ولكنني أستطيع أن أجمع العمال وأشرف عليهم. لهذا السبب أطلقوا عليّ لقب “الإمبراطورة”. أضافت: “أحب الذهاب إلى الجبال، ولا أخاف من المخاطر، حيث أتعامل مع الثعابين والوحوش التي تظهر لي.”
تحديداً، تجسد المعلمة منال صورة الأم والتضحية، فهي تعيش مع أبناء إخوتها وتعتبرهم أولادها وعوضها في الحياة. كما تشدد على رفضها لفكرة الزواج، معبرةً عن سعادتها بوجودها معهم، وعلاقة الأمومة التي تربطها بهم. ورغم الأوقات الصعبة، تقاليد المجتمع لم تمنعها من السعي لتحقيق أحلامها، حيث تعيش بالرغم من قسوة الحياة بفخر وقوة.
في ختام حديثها، تعبر المعلمة منال عن رضاها وسعادتها بما حققته، حيث تقول: “لو عاد بي الزمن، سأختار نفس الطريق وأرفض الزواج. أعمل بجد وأعتز بأنني ساعدت العديد من العمال وفتحت لهم أبواب الرزق.” تلك هي قصة إمبراطورة الصعيد، التي تبرز شخصية قوية تُلهم الكثيرات لتحدي التقاليد والقيود.
تعليقات