الاتفاق المقترح بين تل أبيب وحماس حول الأسرى
كشف تقرير لصحيفة “يديعوت أحرنوت” العبرية يوم الخميس عن اقتراح جديد من المبعوث الرئاسي الأمريكي، ستيف ويتكوف، يتضمن إطلاق سراح 150 معتقلاً فلسطينياً محكوماً بالمؤبد في مقابل إفراج حركة حماس عن 10 أسرى إسرائيليين أحياء. يأتي هذا الاقتراح في ظل التصعيد المستمر منذ السابع من أكتوبر 2023، حيث تشن إسرائيل حملة عسكرية في غزة، مما أدى لوقوع أعداد كبيرة من القتلى والجرحى من الفلسطينيين، في خرق واضح للقوانين الدولية.
مبادلة الأسرى وتبعاتها الإنسانية
وفي تفاصيل إضافية، أفادت المصادر بأن الاقتراح يتضمن أيضاً الإفراج عن 1100 فلسطيني من قطاع غزة، تم اعتقالهم بعد اندلاع الأحداث في أكتوبر، بالإضافة إلى 180 جثة لفلسطينيين، في مقابل جثث 18 إسرائيلياً. وعلى الرغم من إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، لعائلات الأسرى الإسرائيليين عن موافقة تل أبيب على المقترح، إلا أن حركة حماس أكدت أنها تدرس الاقتراح بروح المسؤولية بما يحقق مصلحة الشعب الفلسطيني ويؤدي إلى إغاثتهم ووقف إطلاق نار دائم.
يفتقر الاقتراح إلى تقديم ضمانات لوقف دائم لإطلاق النار، وهو ما يعد عقبة أمام قبول حماس له، حيث تسعى الحركة إلى تحقيق وقف شامل لإطلاق النار وانسحاب كامل للقوات الإسرائيلية من قطاع غزة. يُعتقد أن نتنياهو يسعى من خلال هذا الاتفاق لتحقيق مكاسب سياسية خاصة، في ظل ضغط اليمين المتطرف داخل حكومته. من جهة أخرى، تعتبر المعارضة الإسرائيلية هذا النهج مساهمة في تصعيد الوضع الأمني بدلاً من السعي لتسوية شاملة.
ومن الملاحظ أن الحملة العسكرية الإسرائيلية قد أسفرت عن مآسي إنسانية فادحة، حيث بلغ عدد الضحايا أكثر من 177 ألف فلسطيني بين قتيل وجريح، بالإضافة إلى مئات الآلاف من النازحين. وفي هذا السياق، أكد مسؤولو الاستخبارات الأمريكية أنهم متفائلون بإمكانية الوصول إلى اتفاق خلال الأيام المقبلة، رغم أن حماس قد أكدت مرارًا استعدادها للإفراج عن الأسرى الإسرائيليين بشكل دفعة واحدة مقابل إنهاء الصراع.
إذا لم تُسفر المفاوضات عن اتفاق خلال فترة الستين يوماً المقررة، فإن إسرائيل ستعود إلى العمليات العسكرية على الفور، مما يزيد من حدة التوتر ويعقد جهود السلام. يتوقع أن يُعلن رئيس الولايات المتحدة عن أي نتائج إيجابية قد تظهر جراء هذه المفاوضات، في خطوة قد تؤثر بشكل كبير على مجريات الأحداث في المنطقة وتوجه العقوبات القانونية المطلوبة في السياق الدولي.
تعليقات