رغم المساحات الواسعة التي تشغلها المملكة العربية السعودية، قد تبدو مفاجأة أن هذا البلد، الذي يضم صحاري وجبال ومناطق ساحلية، لا يمتلك أنهارًا دائمة الجريان كما في العديد من الدول الأخرى. إلا أن هذا الأمر لا يعني غياب المياه، بل يكشف عن نظام بيئي وجغرافي فريد من نوعه يستحق الاستكشاف والفهم، خاصة في ظل التحديات العالمية المتزايدة بخصوص المياه.
الأودية: المصدر الطبيعي للمياه
تعوض المملكة عن افتقارها للأنهار عبر شبكة واسعة من المجاري المائية الموسمية، والتي تعرف بالأودية، وهي:
- تتشكل الأودية بسبب الأمطار الغزيرة التي هطلت خلال عصور مطيرة سابقة.
- تتواجد هذه الأودية في مختلف مناطق المملكة، باستثناء الربع الخالي الذي ينعدم فيه وجودها.
- تنتهي معظم الأودية بتصريف مياهها إلى البحر الأحمر أو إلى مناطق صحراوية داخلية.
تعتبر هذه الأودية شريانًا حيويًا خلال أوقات هطول الأمطار، ولها دور كبير في تغذية المياه الجوفية.
المصادر البديلة للمياه في السعودية
نظرًا لعدم وجود الأنهار، تعتمد المملكة على مجموعة متنوعة من مصادر المياه، تشمل:
- المياه السطحية: التي تنتج عن الأمطار الموسمية وتُجمع عبر الأودية والسدود.
- المياه الجوفية المتجددة: تتواجد في طبقات قريبة من السطح وتُجدد بفعل الأمطار.
- المياه الجوفية غير المتجددة: تقع في أعماق الأرض وتمثل مخزونًا محدودًا.
- المياه المُحلاة: تُستخرج من مياه البحر بواسطة تقنيات التحلية الحديثة.
- المياه المعالجة: تُعاد معالجتها من مياه الصرف الصحي وتُستخدم في الزراعة والصناعة.
تاريخيًا، كانت العيون والينابيع الطبيعية هي المصادر الرئيسية للمياه، حتى تم اكتشاف مكامن المياه الجوفية، مما أدى إلى إنشاء السدود لتخزين مياه الأمطار والتحكم في استخدامها، وهو ما ساهم في تعزيز الأمن المائي للسكان ودفع عجلة النمو العمراني والزراعي في المملكة.
تعليقات