السعودية تخطط لتقييم أولويات الإنفاق في ظل انخفاض عائدات النفط

السعودية تخطط لإعادة تقييم أولويات الإنفاق بعد انخفاض عائدات النفط

في ظل التحديات المتزايدة نتيجة انخفاض أسعار النفط وتأثيرها على الإيرادات الحكومية، أكد وزير المالية السعودي محمد الجدعان إمكانية إعادة النظر في أولويات الإنفاق الحكومي. هذا ما ذكرته صحيفة فاينانشال تايمز يوم الخميس. ورغم اتساع العجز في الميزانية والحساب الجاري وزيادة مستويات الدين، صرح الجدعان بأن المملكة ستواصل استراتيجيتها في الإنفاق الحالية، مع التركيز على تعزيز النمو غير النفطي، والذي يمثل محور استراتيجية تنويع الاقتصاد بعيدا عن الاعتماد التقليدي على النفط.

إعادة النظر في استراتيجيات الإنفاق

وأشار الوزير في حديثه إلى أنه لا يشعر بالقلق إزاء اتساع العجز إلى ما بين 3% و5% من الناتج المحلي الإجمالي، بشرط أن يحقق الإنفاق أهداف النمو والتنمية المستدامة. كما أكد أن المملكة تسعى لتفادي وضع يطلق عليه “فخ الازدهار والكساد” من خلال اتخاذ سياسات اقتصادية مرنة تتلاءم مع الدورات الاقتصادية، وتوازن بين النمو والاستدامة المالية على المدى الطويل.

تتزامن هذه التصريحات مع استمرار المملكة في تعزيز نشاطها في قطاع تكرير النفط، مستغلة هوامش الربح المرتفعة لتعويض الانخفاض في أسعار الخام والصادرات. تعتبر هذه الاستراتيجية واحدة من الأدوات المهمة التي تستخدمها الرياض للتعامل مع تقلبات سوق النفط، والتحديات المحتملة الناتجة عن حروب الأسعار أو عدم وضوح الطلب العالمي.

وبالنظر إلى التوقعات التي تشير إلى استمرار الضغوط على أسعار النفط في الفترة المقبلة جراء الزيادة في المعروض والغموض المحيط بتوقعات الاستهلاك، تتجلى قدرة السعودية على التكيف المالي والتخطيط على المدى الطويل كعوامل أساسية في تعزيز قوتها الاقتصادية. إن هذه الاستراتيجيات تشير إلى رؤية واضحة لمستقبل الاقتصاد السعودي في ظل الظروف المتغيرة بصورة مستمرة.