تواصل سوق الأسهم السعودية تقليص خسائرها التي تكبدتها منذ بداية شهر مايو، وذلك للجلسة الثانية على التوالي، وسط تفاؤل بتحسن معنويات المستثمرين بعد صدور قرار من محكمة أميركية بوقف الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس السابق دونالد ترمب. بالرغم من ذلك، لا تزال السوق متجهة نحو تسجيل خسارة شهرية.
البورصة السعودية
افتتح مؤشر “تاسي” تداول اليوم بارتفاع نسبته 0.3% ليصل إلى 11085 نقطة، بدعم من ارتفاع أسهم “أرامكو” و”البنك الأهلي” و”الاتصالات السعودية”، رغم تراجع سهم “مصرف الراجحي” الذي يعد من الأسهم ذات الوزن النسبي الكبير. يظل سهم “المتحدة لصناعات الكرتون”، الذي يعد الأحدث في السوق، أقل من سعر الطرح للجلسة الثالثة على التوالي رغم ارتفاعه بنسبة تتجاوز 1% عند بدء التداول.
في السياق نفسه، قضت محكمة التجارة الأميركية مؤخرًا بأن الرسوم الجمركية المتبادلة التي فرضها ترمب تعتبر “غير قانونية”، وقررت وقف العمل بها خلال عشرة أيام. هذا الحكم سيؤدي إلى توقف التنفيذ بشكل دائم في حال تم تأييده، انتظارًا لنتائج الاستئناف المقدم من وزارة العدل.
الحكم الصادر أدى إلى زيادة العقود الآجلة لمؤشرات الأسهم الأميركية، حيث ارتفعت عقود مؤشر “ناسداك 100” بمعدل بلغ 2.1%. كما شهد الدولار زيادة في قيمته مع تراجع الين الياباني.
تحسن التوجهات المالية
وبحسب إكرامي عبد الله، كبير المحللين الماليين في صحيفة “الاقتصادية”، فإن قرار المحكمة يعد “أهم خبر قد تسمعه السوق خلال الفترة الحالية”، حيث أن تأييد هذا الحكم قد يقرب من خفض أسعار الفائدة مما سينعكس بشكل إيجابي على السوق.
تأتي الاتجاهات الهبوطية للسوق، التي شهدت انخفاضًا يقارب 6% منذ بداية الشهر الجاري حتى إغلاق أمس، في ظل ضعف في قيم التداولات التي لم تتجاوز 5 مليارات ريال خلال معظم جلسات الأسبوعين الماضيين، مما يعكس قلق المستثمرين ورغبتهم في تقليل المخاطر.
يُشير بعض المحللين إلى أن الضغط الأكبر على “تاسي” ينجم عن قرارات المستثمرين الأفراد، الذين يعتمدون غالبًا على المعنويات بدلاً من العوامل الأساسية التي لا تزال قوية. وتوضح ماري سالم، المحللة المالية لدى “الشرق”، أن “العوامل الأساسية والنتائج المالية للربع الأول كانت جيدة، لكن المخاوف المتزايدة لدى المستثمرين دفعتهم إلى الضغط على الأسهم في السوق، مما يشير إلى إمكانية إعادة الارتداد عند ظهور أي محفزات أو معنويات إيجابية.”
تعليقات