السعودية وهونج كونج تعززان التعاون لتعزيز نشاط التداول

تعزيز التداول بين السعودية وهونج كونج

تسعى كل من السعودية وهونج كونج لتعزيز نشاط التداول في الأسواق المالية، في وقت تتقلص فيه التدفقات المالية إلى صناديق المؤشرات المتداولة في كلا السوقين، إلى جانب عدم وجود عمليات إدراج متبادلة جديدة. يترقب الحضور كلمة الرئيسين التنفيذيين لبورصتي “تداول” و”هونج كونج”، محمد الرميح وبوني تشان، في “منتدى أسواق رأس المال المشترك” الذي يُعقد في هونج كونج اليوم، بالإضافة إلى كلمات وزير المالية في المدينة، بول تشان، ورئيسة هيئة الأوراق المالية والعقود الآجلة، جوليا ليونغ.

تنمية العلاقات المالية بين الرياض وهونج كونج

شهدت العلاقة بين الرياض وهونغ كونغ تقاربًا متزايدًا خلال السنوات الأخيرة، حيث تسعى المدينة الآسيوية لاستقطاب الأسر الخليجية وتنويع قاعدة المستثمرين. بينما تركز السعودية على جذب المستثمرين الصينيين وزيادة حصة الأجانب في الأسهم المتداولة، كجزء من رؤية 2030.

في سياق التطورات الأخيرة، سيتم تداول صندوق مؤشرات يتعقب السندات التي أصدرتها الحكومة السعودية في هونج كونج بدءًا من اليوم. يأتي هذا الإجراء كإضافة جديدة إلى سلسلة من صناديق المؤشرات التي تعكس الأسهم السعودية والصينية، وقد تم إدراجها في عدة أسواق منذ عام 2023، رغم أن أحجام التداول لا تزال منخفضة. قالت المحللة في “بلومبرغ إنتليجنس”، ريبيكا سين، إنه توجد قيود طبيعية على الطلب على هذه المنتجات، على الرغم من أدائها الجيد. وأشارت إلى أن معظم الأصول المدارة جاءت في البداية من مستثمرين مؤسسيين مثل صندوق الاستثمارات العامة السعودي وهيئة النقد في هونغ كونغ.

أعلنت بورصة هونج كونج في أكتوبر الماضي عن خطتها لفتح مكتب لها في العاصمة السعودية في عام 2025، في إطار مساعيها لتعزيز الترابط المالي بين الصين والدول الخليجية. وفي ذات الشهر، بدأت شركة “كاثي باسيفيك”، الخطوط الجوية الوطنية لهونج كونج، بتسيير ثلاث رحلات أسبوعية بين هونج كونج والرياض.

استعادت سوق الأسهم في هونج كونج حيويتها عقب زيارة الرئيس التنفيذي للمدينة، جون لي، للخليج في أوائل 2023، حيث تتطلع بكين لتعزيز الموقع المالي للمدينة. تم استئناف إدراجات الأسهم المهمة في البورصة هذا العام بعد فترة من التوقف، وكان الدافع الرئيسي وراء ذلك هو إدراج شركات صينية كبرى. كما اخترقت شركة “كاتل”، المعروفة في مجال بطاريات السيارات الكهربائية، حاجز 5.3 مليارات دولار في هونج كونج بعد أكبر إدراج عالمي لعام 2025، وحققت المدينة أعلى مستوى من العائدات من مبيعات الأسهم منذ 2021.

شهد مؤشر “هانج سنج” في هونج كونج ارتفاعًا بنسبة 16% هذا العام، ليكون من بين المؤشرات الأفضل أداءً عالميًا، بجانب هبوط مؤشر السوق السعودية “تاسي” بنسبة 8%. على الرغم من توقيع مذكرة تفاهم بين البورصتين في عام 2023 لاستكشاف فرص الإدراج المتبادل، لم يتم تنفيذ أي إدراج حتى الآن. ومع وجود احتمالية لإدراج المزيد من صناديق المؤشرات في كلا السوقين هذا العام بدعم من السياسات الحكومية، فإن الحاجة إلى مزيد من الموارد والتوعية تظل ضرورية لتعزيز الإقبال من قبل المستثمرين على هذه المنتجات.