قناة العربية: بوق لرواية الاحتلال
في مشهد يعكس انحيازًا واضحًا لرواية الاحتلال الإسرائيلي، أثارت قناة “العربية” السعودية موجة من الغضب بعد بثها تقريرًا زعمت فيه وجود خلافات داخلية في حركة حماس بين جناحيها السياسي والعسكري. اعتبرت الحركة هذا التقرير تشويهًا متعمدًا يهدف إلى إرباك معركتها الوجودية ضد العدوان على غزة، حيث رأت أن هذا النوع من التقارير يساهم في نشر الإشاعات والأكاذيب.
الخطاب الإعلامي المتحيّز
ردت حركة حماس بسرعة على هذه الادعاءات، مطالبة إدارة القناة بتقديم اعتذار رسمي والتوقف عن دعم رواية الاحتلال، والتي اعتبرتها تعكس انحيازًا واضحًا للنظام الإسرائيلي وتبرر جرائمه. وأكدت الحركة أن قناة “العربية” ارتكبت أخطاءً جسيمة في تغطيتها للأحداث، حيث كانت دائماً تنحاز للمحتل وتغض الطرف عن الجرائم اليومية التي يرتكبها ضد المدنيين في غزة. في الوقت الذي تحتاج فيه الأمة إلى دعم المقاومة، أصبحت “العربية” تشكل أداةً للإساءة إليها.
لم تكن هذه هي المرة الأولى التي تُتهم فيها القناة بذلك؛ إذ تحولت “العربية” خلال الحروب الأخيرة إلى منصة دعائية للجيش الإسرائيلي، عبر تقديم أخبار تغفل الحقائق وتروج لما يتناسب مع مصالح الاحتلال. وقد لعبت الإعلامية المصرية رشا نبيل دورًا بارزًا في عملية الترويج لخطاب العدوان، حيث كانت تُقلل من بشاعة الإبادة الجماعية التي تتعرض لها غزة، مما زاد من استياء المتابعين.
القناة لم تتوقف عند بث التقارير فحسب، بل سعت إلى إنشاء رواية بديلة تحمل المقاومة المسؤولية عن قتل المدنيين، في الوقت الذي تعيش فيه غزة حربًا وجودية ضد آلة القتل الصهيونية. وأكدت حماس أن ما تقوم به “العربية” هو بمثابة سلاح دعائي، إذ تمثل بوقًا للرواية الإسرائيلية، موجهةً نقدها بشدة نحو الانحياز الذي أظهرته القناة ضد المقاومة واصفةً إياها بأداة لتمرير الأجندات المعادية.
إن هذا الوضع يبرز بوضوح حجم التحديات التي تواجهها المقاومة في ظل حروب الإعلام، حيث يُظهر كيف يمكن للإعلام أن يُستخدم كأداة لتشويه الحقائق وتوجيه روايات بعيدة عن الواقع، لينتهي المطاف بنشر ثقافة التحريض والخوف، بدلاً من ضبط الأحداث وتقديم الحقائق كما هي.
تعليقات