غزة تعاني من نزيف الدم والهدنة تنتظر!

الأزمة المستمرة في غزة

تتواصل المعاناة في غزة، مع استمرار نزيف الدم، وسقوط المزيد من الضحايا الفلسطينيين نتيجة الحرب الوحشية التي تشنها إسرائيل منذ أكثر من 19 شهراً. بينما تظل جهود التوصل إلى تهدئة تراوح مكانها بين شروط حركة حماس وتعنت الاحتلال الإسرائيلي.

التعقيدات في جهود التهدئة

تسعى حماس للحصول على ضمانات من الولايات المتحدة، بينما تصر إسرائيل على الاستمرار في عمليات احتلال القطاع. في غضون ذلك، تسير الجهود الدبلوماسية بسرعة للبحث عن حل لوقف إطلاق النار، وذلك لتفادي الكارثة الإنسانية المتزايدة التي تهدد الفلسطينيين بالمجاعة.

اقترحت الولايات المتحدة عبر المبعوث الخاص ستيف ويتكوف مبادرة لوقف إطلاق النار، لكن التباعد في المواقف بين حماس وإسرائيل يبقى أكبر من أي وقت مضى. الأمر الذي يعكس تراجع الأمل في التوصل إلى اتفاق يوقف العنف الجاري في غزة.

عبر المراقبون عن أسفهم لإعلان ويتكوف عن وقف إطلاق نار مؤقت لمدة 70 يوماً مقابل الإفراج عن 10 رهائن إسرائيليين، والذي قوبل برفض من حكومة نتنياهو رغم موافقة حماس على شروط معينة. وهذا يعكس عمق الهوة التي تعيق الوصول إلى حل سياسي.

تشمل الخطة الأمريكية وقف إطلاق النار المؤقت والانسحاب الجزئي لقوات الاحتلال من القطاع مع إدخال المساعدات الإنسانية، بالإضافة إلى تبادل الأسرى. كانت الإدارة الأمريكية تأمل أن تسهم مبادرة مبعوثها في إرساء قاعدة لأوسع تفاهم يقود لوقف النزاع، لكن المعطيات الحالية تشير إلى الحاجة إلى ‘معجزة’ لتحريك الوضع المتعثر.

في تقريره، انتقد المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فيليب لازاريني النظام الجديد لتوزيع المساعدات بغزة واصفاً إياه بأنه ضياع للموارد. كما حذر من تفاقم الوضع الغذائي وحاجة الفلسطينيين الملحة للمساعدات الإنسانية.

وفقاً لمفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، شهدت مواقع توزيع المساعدات في غزة إصابة 47 شخصاً أثناء محاولاتهم الحصول على المساعدات الغذائية. في الأثناء، وإن كانت الغارات الجوية مستمرة، فقد قتل 30 فلسطينياً وأصيب 179 آخرون في قصف إسرائيلي منذ فجر الأربعاء، مما يزيد من معاناة السكان في غزة ويؤكد على الحاجة الماسة للسلام والاستقرار في المنطقة.