شروط السلام وفق بوتين لإنهاء النزاع الأوكراني
أفادت مصادر روسية مطلعة بأن الرئيس فلاديمير بوتين قد وضع مجموعة من الشروط الجديدة لإنهاء الصراع المستمر في أوكرانيا. حيث أكدت عدة مصادر تتبع المفاوضات أن بوتين يشترط على القادة الغربيين تقديم تعهد كتابي بوقف توسيع حلف شمال الأطلسي (الناتو) إلى الشرق، بالإضافة إلى رفع جزء كبير من العقوبات المفروضة على روسيا. وتوضح المصادر أن الشرط المتعلق بالناتو يشمل بالكاد استبعاداً رسمياً لأوكرانيا وجورجيا ومولدوفا ودول سوفيتية سابقة أخرى من عضوية الحلف.
توجهات الرئيس الروسي بشأن أوكرانيا
وفقًا للمصادر نفسها، فإن بوتين يخطط لجعل أوكرانيا دولة محايدة، كما يسعى لرفع العقوبات الغربية عن بلاده. كما يُظهر اهتماماً بحل قضية الأصول الروسية المجمدة في الغرب، إضافةً إلى حماية حقوق الناطقين بالروسية في الأراضي الأوكرانية. وقد اعتبرت المصادر أنه في حال عجز بوتين عن التوصل إلى اتفاق سلام بالشروط التي وضعها، فإنه قد يسعى لإظهار انتصارات عسكرية في سبيل تحقيق توازن جديد، مما يُظهر للأوكرانيين والأوروبيين أن السلام في المستقبل سيكون أكثر صعوبة.
وأشار مصدر روسي رفيع المستوى إلى أن بوتين مستعد للمفاوضات من أجل السلام، ولكن ليس بأي ثمن. من جانبه، انتقد وزير الدفاع الروسي أندريه بيلوسوف حلف شمال الأطلسي بقيادة الولايات المتحدة، مشيرًا إلى أنه يستغل الأزمة الأوكرانية لتعزيز وجوده في شرق أوروبا ومنطقة البلطيق. كما حذر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف من خطورة توسيع الناتو شرقاً.
في الوقت نفسه، شارك الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في الانتقادات، محذراً من أن بوتين يلعب بالنار ويواصل رفضه للسلام والهدنة، مشيراً إلى إمكانية فرض عقوبات جديدة على روسيا. ورد الكرملين على تلك التصريحات بالقول إن ترامب غير مطلع بما يكفي على تفاصيل النزاع، وأكد أن روسيا مستمرة في إعداد مذكرة شروطها لمحادثات السلام.
منذ عدة أشهر، بدأت الولايات المتحدة تلعب دور الوسيط لوقف الحرب الدامية بين روسيا وأوكرانيا، إلا أن جهودها لم تحقق نتائج ملموسة حتى اللحظة، باستثناء تنفيذ صفقة تبادل أسرى تمثل نقطة إيجابية وسط أجواء الصراع المتصاعدة.
تعليقات