تدمير الطائرات وتأثيره على اليمن
لم تنجُ الطائرات، التي كانت تحمل آمال اليمنيين في التنقل والسفر وربط البلاد بالعالم، من العبث الذي ارتكبته مليشيا الحوثي. فقد كانت هذه الطائرة الرابعة والأخيرة، التي ما زالت تقاوم مصيرها، هي الأخرى قد انتهت كغيرها إلى حطام، بعد أن تعرضت لغارات يُزعم أنها إسرائيلية، بعدما تُركت مكشوفة في مطار صنعاء غير محمية.
محاولات إحباط الأمل اليمني
لم تكن تلك الطائرات مجرد خردة بل كانت تعمل، وكانت أمل ملايين اليمنيين في استعادة شيء من الحياة الطبيعية. لكنها لم تُستغل لخدمة الشعب، بل تم الاستحواذ عليها وسحبها من الخدمة، تمامًا كما تم انتزاع كل شيء في هذا الوطن لصالح مشروع “طائفي” ضيق لا يرى في اليمن سوى غنيمة. منذ سنوات، تواصل مليشيا الحوثي مصادرة مؤسسات الدولة وتدمير مقدراتها، وتحتجز ما تبقى منها وكأنها تملك هذا الشعب وتاريخه.
اليوم، نرى النتائج الوخيمة: طائرات اليمن تحولت إلى أهداف مكشوفة، تحترق واحدة تلو الأخرى، مما يتسبب في خسائر ضخمة تصل لمئات الملايين من الدولارات. في حين تُدار البلاد من خلال حروب الوكالة الإيرانية ومن كهوف التعصب والطائفية والجهل.
والألم لا يكمن فقط في الطائرات المحطمة، بل أيضًا في الرسالة التي تحملها هذه الصور. فليس هناك مكان لخدمة الناس في قاموس هذه المليشيا، ولا وجود لفكرة الدولة في مشروعها. إنما السلاح والشعارات والحروب غير المنتهية، والطائرات التي كانت تحلق باسم اليمن أصبحت الآن رمادًا. ومن صنع هذا المشهد يجب أن يُسأل: هل هذه هي النهاية التي تستحقها طائرات شعب بأسره؟
تعليقات