أزمة المياه في تعز: صرخة فزع من معاناة مستمرة

أزمة المياه في تعز وتهديدها الحاد

أنا شعرت بحالة من الفزع نتيجة أزمة المياه التي تعاني منها مدينة تعز. الوضع كارثي، إذ لا تتوفر مياه للشرب في المحلات، كما أنه لا يوجد مياه للاستخدام في المطبخ. هذا الأمر يشير إلى مخاطر جسيمة على المدى المتوسط والبعيد. الدراسات التي أجراها الباحث البريطاني جيمس فايربرس في عام 2013، أوضحت أن احتياجات تعز من الماء سترتفع تدريجياً لتصل في عام 2030 إلى أربعة أضعاف الحاجة في عام 2013. في تلك الفترة، كانت مصادر الماء الأساسية في المدينة تعمل بشكل جيد قبل أن تسقط تحت سيطرة الحوثيين، كونها تقع في الحيمة ومناطق شمال شرق المدينة.

تداعيات نقص المياه وأسبابها

أحسست بالخطر وأنا عائداً من بقالات الحي دون أن أجد أي مياه. يبدو أن الأزمة تفوق التوقعات، وقد ظننت أن مجرد هطول مطر يمكن أن يحل المشكلة. ذهبت إلى المسجد لأستحم وأحاول أن أهدئ نفسي، لكن حتى المسجد خالٍ من الماء. أشرب الكثير من الماء، وهذا زاد من مخاوف. كنت أبحث عن أي وسيلة لتنقية المياه الملوثة المتاحة، إذ أن نضوب الآبار بهذا الشكل يشكل تهديداً لحياتي، كما أنه يهدد حياة المدينة بأسرها.

على سبيل المثال، التاريخ يثبت أن الحديث عن الأزمة ليس جديداً. ففي عام 2001، قام الرئيس علي عبدالله صالح بزيارة إلى سد العامرة بمحافظة تعز، وأكد على ضرورة الحفاظ على الموارد المائية. ومع ذلك، لم تؤتي هذه النصائح ثمارها، ففي عام 2003، افتتح صالح مشروع ضخ المياه من سبعة آبار بتكلفة عالية، ولكن دون جدوى حقيقية لإصلاح المشكلة.

التصريحات عن معالجة الأزمة ظلت مكررة، فمثلاً في عام 2005، أعلن وكيل وزارة المياه عن دراسة لمشروع تحلية مياه البحر، ولكن ذلك لم يحدث. وفي السنوات التالية، كانت التصريحات تفيد بأن التكلفة انخفضت وهنالك مشاريع قيد الدراسة، ولكن الأفعال لم تتبع ذلك.

مع مرور السنوات وتولي محافظين مختلفين، كانت الوعود تتكرر، بما في ذلك تخصيص مسؤوليات ومبالغ ضخمة لتحسين الوضع المائي، لكنها لم تتجسد في خطوات فعلية على الأرض. اليوم، بعد كل تلك الوعود والتعهدات، لا تزال المدينة تعاني من أزمة مياه خانقة، مما يضع سكان تعز في حالة من الإحباط والخطر المستمر.