«الإفتاء» توضح: هل يجوز الاختلاف مع السعودية في رؤية هلال شهر ذي الحجة وموعد عيد الأضحى؟

جدل يتكرر سنوياً عندما يُطرح السؤال: هل يجوز للدول الإسلامية أن تخالف السعودية في رؤية هلال شهر ذي الحجة؟ وقد حسمت هذا الأمر دار الإفتاء المصرية، التي أكدت أنه لا يجوز لأي دولة إسلامية أن تحدد يوم عرفة وعيد الأضحى بناءً على رؤيتها للهلال إذا كانت هذه الرؤية تتعارض مع رؤية المملكة العربية السعودية.

مخالفة رؤية الهلال في السعودية

أشارت دار الإفتاء في فتواها عبر موقعها الرسمي إلى أن مخالفة رؤية الهلال في السعودية تؤدي إلى حدوث تباين بين صفوف الأمة وارتباك في أذهان حجاج بيت الله الحرام. فقد فرض الله تعالى العبادات على عباده، وجعل بعضها أساسي والآخر نفل، مقيداً بأوقات معينة، مثل مواقيت الصلاة. واستندت دار الإفتاء إلى قول الله تعالى: «إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا» [النساء: 103]. كما استشهدت بآية الصيام: «فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ»، وبالحج حيث قال تعالى: «يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ»، مشددة على أن الوقوف بعرفة هو ركن الحج الأعظم.

اختلاف في يوم عرفة

أضافت دار الإفتاء أن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «الْحجُ عَرَفَةُ»، موضحة أن عيد الأضحى يأتي بعد وقوف الحجاج بعرفة، حيث يُحدد يوم عرفة، الموافق التاسع من ذي الحجة، ويوم الأضحى بحسب رؤية الهلال في بداية الشهر كما علمنا رسول الله. وعرفة هو جبل في مكة حيث يقف الحجاج. وقد أوضحت أن المرجعية في إعلان وتحديد يوم عرفة وعيد الأضحى هي رؤية أم القرى.

وفيما يتعلق باختلاف الفقهاء حول تأثير اختلاف مطالع القمر على ثبوت الهلال في جميع البلدان الإسلامية، أشار قرار مجمع البحوث الإسلامية بالقاهرة إلى أنه لا يعتبر اختلاف المطالع مؤثراً متى كانت المناطق مرتبطة بجزء من ليلة الرؤية، بينما يُعتبر الاختلاف بين المناطق التي لا تتشارك في جزء منها. وقد أكدت دار الإفتاء أن الفقهاء اختلفوا في صحة تأثير اختلاف المطالع على ثبوت الهلال، فإذا ثبتت رؤية الهلال في أي بلد إسلامي، فإن ذلك يعتبر سارياً على جميع المسلمين في أنحاء الأرض طالما تم إبلاغهم بذلك بطريقة صحيحة. وفقًا للجمهور، لا يُعتد باختلاف المطالع، فمتى ثبتت رؤية الهلال في بلدان المشرق تُلزم بقية البلاد شرقاً وغرباً.