السعودية والإمارات: الشراكة الاستراتيجية في مواجهة التحديات!

تأثير التحولات الأمريكية على الصراع في اليمن

عندما تقرر الولايات المتحدة الأمريكية إنهاء تدخلها العدواني في اليمن، فإن ذلك يُعتبر بلا شك انتصارًا لليمن، مع تباين الآراء حول ما إذا كان ذلك يعد هزيمة أو إنهزامًا للأمريكان. اتخاذ أمريكا لموقفها هذا عبر وسيط عماني لا يُغيّر من واقع ما حدث، وما عانى منه اليمنيون. أولئك الذين حاولوا تشويه الحقائق أو تحريفها لم يحصلوا سوى على فقدان المصداقية، لأن الحقيقة في النهاية تفوق أي محاولات إنكار أو تزوير.

دعونا نلتفت إلى كلمة نائب الرئيس الأمريكي أمام وحدات عسكرية، حيث أبدى اعترافًا بأن العالم تغير وأصبح لدى الجيش الأمريكي تحديات جديدة من خلال الصواريخ والطائرات المسيّرة التي ألحقت أضرارًا جسيمة بالمقدرات العسكرية الأمريكية. اجتماع هذا الخطاب مع الواقع الذي نشأ في اليمن يُعتبر اعترافًا واضحًا بالهزيمة. فالحقيقة تتحدث عن اعتراف حقيقي، ولا يمكن لأحد إنكار ذلك، حتى ألد أعداء اليمن. فالاعتراف يُعتبر دليلًا قويًا على الواقع، ولذا لا قيمة لأي كلام يتناقض معه.

في إطار جهادنا، لا نحتاج للدعاية، ولذلك كنا الطرف الذي دافع عن موقفنا بعد اتفاق الوساطة العمانية، في ظل موجة من الحملات الإعلامية الكاذبة التي حاولت تشويه الحقائق. هذه الحملات جاءت من خصوم اليمن الذين لا يصدقون كافة التصريحات التي تتعلق بنا، على الرغم من الحقائق المستمرة حول الوضع في المنطقة، وارتباط تلك الأحداث بالقضية الفلسطينية.

إذا كان هناك من ينكر الحقائق، فماذا يمكنهم أن يقولوا عن كلمة نائب الرئيس الأمريكي التي تناولت فرض الحصار على الكيان الصهيوني وزيادة القيود البحرية؟ هل هذه ليست بادرة على انحياز واضح؟

نائب الرئيس الأمريكي تحدث عن مشكلة عالمية تواجهها الولايات المتحدة، وقد ربط تلك الحقائق بما وصفته التصريحات الأمريكية بأن الصراع في البحر الأحمر يُعد من أعظم التحديات منذ الحرب العالمية الثانية. هذا يعكس جانبًا من أوضاع النظام السعودي الذي لطالما ادعى أنه يضمن الأمن في الملاحة البحرية، ومع ذلك، رأينا كيف تعرضت القوى الكبرى لهزيمة أمام اليمن. نظاما السعودي والإماراتي على الرغم من دوره في تأجيج الأزمة، إلا أنهما لم يتمكنا من تحمل تداعيات ذلك وكان أداؤهما أقل من مدعاهما.

يستمر النظامان السعودي والإماراتي في تقديم الدعم الاقتصادي لأمريكا وإسرائيل، ورغم ذلك، يواجهان تحديات متزايدة، حيث يجب عليهما مواجهة تبعات عدوانهما على اليمن، وهو أمر يدعوهم إلى الابتعاد وترك اليمن لأهله. فالأفضل أن يُعطى الحق لليمنيين في ظل ما أثبتته الأحداث من عجز عجز أمريكا وإسرائيل في تقديم الحماية.