الحصيني: توقعات بارتفاع درجات الحرارة إلى فوق 50 مئوية في عدة مناطق سعودية اعتباراً من الأحد

مع اقتراب الأيام الأولى من شهر يونيو، تبدأ إرهاصات فصل الصيف بشكل فعلي وفقًا للأرصاد الجوية، كما أوضح الباحث المعروف في مجال الأرصاد الجوية والمناخ، عبدالعزيز الحصيني، والذي يعد من أعضاء لجنة “تسميات” المختصة بمتابعة الظواهر المناخية في المملكة العربية السعودية.

درجات الحرارة ستسجل أكثر من خمسين مئوية في بعض المناطق بالسعودية

في هذا التقرير، نقدم تحليلاً دقيقاً لتصريحات الحصيني المتعلقة ببداية فصل الصيف، مع تسليط الضوء على درجات الحرارة المتوقعة والعوامل الجوية المؤثرة عليها خلال أشهر الصيف الطويلة في السعودية وخليجها.

التوقيت الفعلي لبداية الصيف وفق المعايير المناخية

أشار عبدالعزيز الحصيني إلى أن يوم الأحد المقبل يمثل بداية فصل الصيف وفقاً للأرصاد الجوية، وهو ما يُفهم من البيانات المناخية وليس التقويم الفلكي. ومن المهم التمييز بين الصيف الفلكي والصيف المناخي لفهم حركة الطقس الفعلية، حيث يعتمد العلماء على متوسطات درجات الحرارة والإشعاع الشمسي لتحديد مواسم السنة.

درجات الحرارة في فصل الصيف في الخليج

تشير سجلات الأرشيف المناخي إلى أن فصل الصيف في المملكة ودول الخليج عادةً ما يشهد درجات حرارة قصوى تتراوح بين 38 و47 درجة مئوية، وهي مستويات تعتبر شديدة الحرارة، وتعد من بين الأعلى على مستوى العالم. ومع ذلك، أوضح الحصيني أن هذه الأرقام قد تتعرض لتقلبات حادة نتيجة نشاط الكتل الهوائية الحارة التي قد تؤدي إلى موجات حر مفاجئة.

تأثير الكتل الهوائية الحارة

تعتبر الكتل الهوائية الحارة من العوامل الأساسية المؤثرة في درجات الحرارة الصيفية، إذ يمكن أن تسيطر على مناطق معينة لفترات متفاوتة، مما يؤدي إلى قفزات حرارية قد ترتفع معها درجات الحرارة لأكثر من 50 درجة مئوية، خاصة في المناطق الصحراوية. وقد حذر الحصيني من أن هذه الكتل تعد السبب الرئيسي وراء ما يعرف بـ”الموجات الحارة”، حيث تسجل مستويات مرتفعة من الحرارة ما يتطلب استعدادًا خاصًا.

تحديات فصل الصيف في الخليج

لا تقتصر تداعيات ارتفاع درجات الحرارة على الجانب الجوي فحسب، بل تشمل أيضاً القطاعات الحيوية كإمدادات المياه والصحة العامة. كلما ارتفعت الحرارة، زادت الحاجة إلى وسائل التبريد، مما يرفع استهلاك الطاقة إلى مستويات قياسية. ويشكل فصل الصيف تحديًا حقيقياً للأنظمة الصحية، في ظل ارتفاع احتمالات الإصابة بضربات الشمس، مما يتطلب استراتيجيات وقائية وتوعوية فعالة.

توقعات مستقبلية

وفقاً للبيانات المناخية والتحذيرات من المختصين، تشير المؤشرات إلى أن صيف هذا العام قد يكون أكثر حرارة من المعتاد، مع احتمالية تعرض بعض المناطق لموجات حر أشد مما شهدته السنوات السابقة. ومن المتوقع أن تستمر هذه الموجات الحارة بشكل متقطع خلال شهري يوليو وأغسطس، مما يستدعي رفع مستويات الاستعداد واتخاذ تدابير احترازية.

استعدادات للواقع الجديد في بداية الصيف

مع بداية فصل الصيف الأرصادي، يدخل سكان المملكة وخليجها مرحلة قاسية مناخياً تستدعي انتباهاً وتحضيراً جادين. إن ارتفاع درجات الحرارة المحتمل واحتمالية حدوث موجات حر غير مسبوقة يتطلبان فهماً دقيقاً لحركة الطقس وتأثيراتها الجوية، بالإضافة إلى الالتزام بإجراءات الوقاية والسلامة. فهم هذا الواقع المناخي المتغير وإتباع المعلومات العلمية يعد أساساً لبناء ثقافة مناخية واعية تسهم في حماية الأرواح والممتلكات.