بياع السراب: احتفالات شعبية تليق بالأباطرة تُحيط بالزيارة

زيارة ترامب وتأثيرها على العلاقات الأمريكية السعودية

حطت طائرة ترامب مجددًا في الرياض بعد أربع سنوات من العلاقات المتوترة بين السعودية والولايات المتحدة، حيث استقبله ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بابتسامة واسعة، ووعود بالاستثمارات المشتركة. تضمن اللقاء توجهًا لاستثمار تريليون دولار في الاقتصاد الأمريكي، بجانب وعود لتحويل المملكة إلى وجهة سياحية متميزة بعد سعيها لهذا الهدف منذ عدة سنوات. ورغم تلك الوعود، لم يتمكن المشروع من الانطلاق بشكل كامل، حيث واجه تحديات تتعلق بسمعة آل سعود في العالم، التي لا تزال تعاني من تبعات قضايا سابقة مثل قضية خاشقجي.

تحديات السياحة في المملكة

يمتد الأمر إلى عدم تواجد معالم سياحية تجذب الزوار، مثل برج خليفة أو جزر النخيل في الإمارات. بينما كانت هناك خطط لإنشاء مدن عملاقة كمدينة “لاين” ومشروع ميناء “أوكسيغون”، إلا أن هذه المشاريع واجهت تأخيرات وإلغاءً. وتعرضت السعودية لانتقادات بسبب تأخر انفتاحها وبسبب المنافسة المتزايدة من الإمارات وقطر، مما ساهم في تقليص فرص الاستثمار الأجنبي.

خلال فترة عمل ترامب الأولى، أُبرم عقد لشراء أسلحة أمريكية بقيمة 140 مليار دولار، ولكن لم يتم تنفيذ صفقات سابقة بسبب عقبات تتعلق بالسياسة الداخلية الأمريكية. أمام التقارير الإعلامية والضجة حول تلك العقود، يبدو أن معظمها لا يتجاوز التصريحات الإعلامية. وعند انتفالنا إلى قطر، تتعلق الاستثمارات المحتملة بقيمة 1.2 تريليون دولار، ولكن يُعتقد أنها مجرد تغطية إعلامية.

أما بالنسبة للقاء ترامب مع الرئيس السوري الغير منتخب أحمد الشرع، أثار اهتمام المحللين حول عودة سوريا إلى المشهد السياسي، وأشعل النقاشات حول آثار الحرب الأهلية التي تعاني منها البلاد. فرغم بعض الزيارات النادرة للأسد إلى الإمارات، لا يزال الوضع في سوريا عرضة لصراعات مستمرة، مما يطرح تساؤلات حول مدى قدرة الشرع على تعزيز سيطرته في ظل عدم الاستقرار.

كان هناك حديث عن مشاريع تهدف إلى تحسين الوضع الاقتصادي في سوريا، بما في ذلك العلاقة مع الخليج وتركيا. ومع ذلك، فإن الحرب الأهلية مستمرة، مما يجعل الوضع هشًا وصعبًا. في الوقت نفسه، تجدد الصراعات بين القوات الحكومية ومجموعات مسلحة، مما يزيد من تعقيد المشهد السوري.

في النهاية، يعيش ترامب والكيانات السياسية في الشرق الأوسط في حقل مليء بالتحديات، فالتصريحات حول الشراكات والاستثمارات لا تعكس بالضرورة تغيرات حقيقية على الأرض، مما يستدعي التفكر في ما إذا كانت تلك المشاريع ستتحقق أم ستظل حبراً على ورق.