قمة الإعلام العربي 2025: تحويل الأخبار العاجلة إلى قصص مؤثرة

تحديات صناعة الخبر في العصر الحديث

خلال اليوم الثاني من “قمة الإعلام العربي” في منتدى الإعلام العربي بدورته الثالثة والعشرين، تم تناول موضوع تصنيع الخبر، حيث ناقشت جلسة بعنوان “صناعة الخبر من العاجل إلى القصة” التحديات والمتغيرات التي يشهدها الإعلام اليوم. أكد المشاركون في الجلسة على وجود تباين بين المعلومات العاجلة التي تثير الانتباه والتريندات التي تسيطر على العقول، مما قد يؤدي أحياناً إلى تهميش القصة الحقيقية أو الخبر الموثوق.

فعاليات إعلامية تركز على القصة

أدارت الإعلامية ريا رمال الجلسة، التي استضافت مجموعة من الخبراء، منهم سعود الدربي، رئيس مركز الأخبار بمؤسسة دبي للإعلام، وجورج عيد، مدير الأخبار في قناة ومنصة المشهد، ومؤنس المردي، رئيس تحرير صحيفة البلاد البحرينية. أشار السعود الدربي إلى أن التريند هو أداة يمكن استخدامها بشكل إيجابي أو سلبي، موضحًا أن التحدي يكمن في كيفية استخدامه بذكاء لتحقيق الأهداف المرجوة. وأكد أن التركيز يجب أن يكون على كيفية الاستفادة من التريند بدلاً من السعي وراءه بشكل عشوائي.

من جهة أخرى، قال مؤنس المردي إن الأخبار العاجلة أصبحت تُصنع أحيانًا من لا شيء، موضحًا أن الصحفيين أصبحوا أكثر من مجرد ناقلين للأخبار، بينما ينبغي عليهم أن يكونوا محللين للقضايا، حيث تكمن القيمة الحقيقية في تقديم القصة بعمق. أضاف جورج عيد أنه لا يعارض الأخبار العاجلة، لكنه يشدد على ضرورة نضوجها، حيث أن الجمهور اليوم أكثر وعياً ويبحث عن قصص تلبي احتياجاته وتؤثر فيه.

في السياق ذاته، أشار السعود الدربي إلى أن دولة الإمارات تمكنت من تحقيق نجاحات ملحوظة من خلال ابتكار تريندات إيجابية، مثل تقدمها في مجال الفضاء وبدء مشاريع تنموية كبيرة تعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي. هذا النجاح يتطلب من المؤسسات الإعلامية تعزيز منصاتها لنشر الأخبار الإيجابية والتعاون مع المؤثرين لتعزيز التريندات التي تعكس التفاؤل والأمل.

كما أشار المردي إلى أن الجمهور في الغالب يميل إلى القصص المأساوية، والتي قد تُحقق رواجًا أكبر مقارنة بالأخبار الإيجابية. وفي هذا الصدد، أكد جورج عيد أن الخبر الحقيقي يظل حيًا لفترة أطول من الخبر الزائف، موضحًا كيف أن دولة الإمارات قد أنشأت تريندات إيجابية من خلال أخبارها المميزة، مثل افتتاح مدينة ديزني في أبوظبي.

كما قال المردي إن المؤثرين يلعبون دورًا فعالًا في نقل الأحداث، حيث يستطيعون إيصال المشاعر للمتابعين بشكل أقوى، بينما تتخصص المؤسسات الإعلامية في تغطية الأخبار والفعاليات بدقة احترافية. يختتم جورج عيد بالتأكيد على أهمية دور الإعلام في تصفية السلبيات والتركيز على الإيجابيات لتعزيز زخم المعلومات الصحيحة.