محمد الهتار: علامة بارزة في الصحافة السعودية
على مدى أكثر من 35 عامًا، كان الزميل محمد الهتار من الأسماء اللامعة في عالم الصحافة بجريدة «عكاظ». فقد تجاوز كونه صحافيًا مخضرماً إلى كونه إداريًا بارزًا، أسهم في تنظيم وتوجيه العمل التحريري اليومي داخل واحدة من كبريات المؤسسات الإعلامية في المملكة، والتي تشتهر بكفاءة كادرها التحريري.
رجل مسؤولية وصداقة
يمتاز الهتار بشخصية تجمع بين الحزم والطيبة، ويجسد التوازن بين الاحترافية وروح الزمالة. كان دائمًا قريبًا من التفاصيل، وعينه دائماً على العناوين والصفحات، مع حرصه الكبير على دقة العمل. كان قلبه لطيفًا مع فريق العمل، يدرك جيدًا حدود العلاقة بين المسؤولية والصداقة. لذلك، حظي بمحبة واحترام من عملوا معه، بينما اتخذ الآخرون حذراً من صدامه، لا سيما الذين لم يتفهموا معايير المهنية التي لا يتنازل عنها.
تدرج الهتار في مهامه الصحفية من خلال التنقل بين مكاتب الجريدة في مختلف مناطق المملكة، مما أتاح له مواجهة تحديات العمل الميداني والإدارة اليومية. عايش الكثير من حوادث الميدان، وتعلم من المواقف التي غالباً ما لا تُكتب في العناوين، وهي المواقف التي تُشكل الصحفيين الحقيقيين. ومع كل تحدٍ، كان يخرج أكثر قوة وعزيمة ليؤكد على أهمية أن تكون الصحافة صوتًا مسؤولًا.
عندما تولى إدارة تحرير «عكاظ»، لم يكن ذلك مجرد تكريم لمسيرته، بل كان تكليفًا يتطلب قدرات قيادية فريدة في زمن تحتاج الصحافة فيه إلى توازن إداري، خاصة مع التحديات الرقمية الجديدة التي تواجهها.
في نظر زملائه، كان محمد الهتار أكثر من مدير تحرير؛ فهو ضمير غرفة الأخبار، وذاكرة حية، ومرآة تعكس قوة الصحفي حين يتعامل مع شرف الكلمة وأخلاقيات المسؤولية.
في الوقت الراهن، يواجه محمد الهتار وعكة صحية عابرة، حيث أبى قلبه الكبير إلا أن يعبر عن متاعبه. نتمنى له ولشقيقته الشفاء العاجل والتغلب على هذه المحنة التي جمعتهما بظروف مشابهة، حيث خضعا لعملية جراحية تتطلب تعافيًا متزامنًا. إننا على يقين بأن هذه التجربة ستُضاف إلى سجل ذكرياته الغنية، التي ستظل محفورة في ذاكرة كل من عرفه.
تعليقات