أفصح مسؤولون رفيعون في جيش الاحتلال الإسرائيلي عن اقتراب تنفيذ خطة تقضي بتقسيم قطاع غزة إلى منطقتين، حيث ستكون إحدى تلك المنطقتين تحت السيطرة الكاملة لحماس، بينما ستخضع الأخرى لإدارة الاحتلال، وهو ما اعتبره البعض بمثابة تغيير جذري في مجرى الحرب واحتلالًا شاملًا للمنطقة.
وحسبما ورد في موقع واللا العبري، فإن التنفيذ سيكون عبر مناورات برية في مواقع استراتيجية، تشمل شمال قطاع غزة، ومدينة غزة، وكذلك خان يونس. كما ستجري عملية نقل السكان إلى جنوب القطاع.
تتضح معالم الخطة من خلال إنشاء “محور موراج”، والذي يهدف إلى تحديد خط فاصل بين المنطقتين، بحيث تتولى حماس السيطرة على منطقة بينما يخضع الجزء الآخر للاحتلال الإسرائيلي. ستُقام المزيد من نقاط التفتيش على الطرق لتقييد حركة المقاتلين نحو الجنوب، وكل من يعبر محور موراج سيدخل منطقة غزة الجديدة. وتعتقد المؤسسة العسكرية الإسرائيلية أن حماس ستعمل على إحباط هذا المخطط.
في السياق نفسه، أقام جيش الاحتلال ثلاثة مراكز لتوزيع الطعام والمساعدات الإنسانية في غزة، مع احتمال إنشاء مزيد من هذه المراكز في المستقبل القريب استنادًا إلى حركة السكان من مدينة غزة.
من المتوقع أن يتوجه غالبية سكان القطاع إلى المنطقة الإنسانية في جنوب محور موراج، مما سيؤدي إلى تقليص سيطرة حماس لأدنى مستوياتها منذ استيلائها على الحكم. ووفقًا لتقديرات موقع واللا العبري، فإن عملية نقل السكان هذه ستساعد في تقليل ما يُعرف بـ “الدرع البشري” لحماس، مما سيمكن الجيش الإسرائيلي من تنفيذ عملياته العسكرية بشكل أكثر أمانًا دون الخوف على المدنيين.
من جانبها، تتفهم حماس جيدًا الخطوات الاستراتيجية التي تتبناها قوات الاحتلال بالتعاون مع الشركات الأمريكية في القطاع، ولذلك تسعى حماس لعرقلة التفاعل الشعبي مع هذا المخطط.
يختتم التقرير بالإشارة إلى أنه إذا تمكن جيش الاحتلال من تنفيذ خططه بنجاح، وتوزيع المساعدات الإنسانية، ونزح أغلب السكان إلى الجنوب، فسينشأ تساؤل حول من سيتولى إدارة المجتمع الفلسطيني ومن سيحصل على السيطرة على المنطقة التي تخلو من القتال—فهل سيكون ذلك عبر هيئة عسكرية قد لا تقرها المؤسسة العسكرية الإسرائيلية، أم من خلال كيان حكومي محلي يضم قادة المجتمع المدني وشيوخ القبائل؟ أم أن السيناريو الأكثر احتمالًا سيكون عودة السلطة الفلسطينية لتولي المسؤولية في قطاع غزة؟
جيش الاحتلال يخطط لتقسيم غزة إلى منطقتين
يناقش جيش الاحتلال خطته للقضاء على الحضور العسكري لحماس من خلال تقسيم غزة إلى منطقتين، إحداهما تحت السيطرة المباشرة لحماس والثانية تحت إدارة عسكرية، وذلك في إطار سعيها لتحقيق أهدافها الاستراتيجية في المنطقة. إن تطورات هذا الموضوع تلقي بظلالها على مستقبل الصراع والجهود المبذولة لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة.
استراتيجية جديدة لإدارة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي
الخطوات التي يتبناها الاحتلال تشير إلى تحولات كبيرة في طريقة إدارة الصراع. هذه الخطة قد تكون لها آثار واسعة المدى في تعزيز السيطرة الإسرائيلية على الأراضي الفلسطينية وخلق واقع جديد قد يستمر لفترة طويلة. إنه زمن يتطلب تفكيرًا دقيقًا وفهمًا عميقًا للمسؤوليات والتحديات الجديدة التي قد تطرأ في ظل المعطيات الراهنة.
تعليقات