دراسة جديدة تكشف: ساعات النوم تؤثر على خطر الإصابة بأمراض القلب والالتهابات!

قلة النوم وتأثيرها على صحة القلب

كشفت دراسة جديدة عن تأثيرات قلة النوم على صحة الجسم، مع التركيز بشكل خاص على العلاقة بين نقص النوم وزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب. بينما كان معروفًا أن نقص النوم يضر بصحة القلب، بدأ العلماء في فهم المسارات البيولوجية المعقدة التي تؤدي لهذا الضرر، كما أفادت صحيفة Independent.

نقص النوم ومخاطر الأمراض القلبية

أُقيمت هذه الدراسة في جامعة أوبسالا بالسويد، حيث راقب الباحثون تأثير تقليل ساعات النوم على مجموعة من الشباب الأصحاء. خلال التجربة، خضع المشاركون لثلاث ليالٍ متتالية من النوم المحدود، حيث ناموا حوالي 4 ساعات فقط في كل ليلة، وتمت مقارنتهم بفترات تمتعوا فيها بنوم طبيعي استمر حتى 8.5 ساعات. تم السيطرة على جميع المتغيرات مثل نوعية الغذاء، ومستويات النشاط البدني، وكمية الضوء المعرضين له. وقد أظهرت النتائج أن التغيرات السلبية في مستويات الدم كانت واضحة حتى بين الأفراد الأصحاء، بعد أيام معدودة من النوم السيء.

ركز الباحثون على قياس مستويات أنواع مختلفة من البروتينات في الدم، خاصة تلك المرتبطة بالاستجابة الالتهابية، وهي مواد يفرزها الجسم استجابة للتوتر أو المرض. أظهرت التحاليل أن قلة النوم تؤدي إلى زيادة مستويات هذه البروتينات الالتهابية، المعروفة بعلاقتها المتزايدة بمخاطر المشاكل القلبية، مثل قصور القلب وأمراض الشرايين التاجية. تم فحص حوالي 90 نوعًا من البروتينات، وظهر استجابة ملحوظة لهذه الأنواع نتيجة نقص النوم.

شمل ذلك البروتينات التي عادة ما تعززها النشاطات البدنية، مثل الإنترلوكين-6 والعامل العصبي المشتق من الدماغ BDNF، اللذين يلعبان دورًا في حماية الدماغ والقلب. ومع ذلك، بعد قلة النوم، تراجعت هذه الاستجابات، مما يدل على أن حرمان الجسم من الراحة يؤثر حتى على الفوائد المتوقعة من التمارين.

إضافةً إلى ذلك، أظهرت نتائج الدراسة ضرورة أخذ عينات الدم في أوقات معينة، حيث لاحظ العلماء تغييرات واضحة في مستويات البروتين بين الصباح والمساء، وازدادت مع قلة النوم. توحي هذه النتائج بأن النوم لا يؤثر فقط على مكونات الدم بشكل عام، بل يؤثر أيضًا على توقيت حدوث التغيرات البيولوجية في الجسم.

تشير الدراسة إلى أن هذه التغيرات السريعة والمقلقة حدثت لدى الشباب الأصحاء بعد تقليص ساعات النوم لعدة ليال فقط. يعود ذلك بأهمية كبيرة للتوعية بمخاطر اضطراب النوم، خاصة في ظل انشغالات العمل وضغوط الحياة العصرية. توضح النتائج أن قلة النوم تلقي بتأثيرات عميقة وصامتة على كيمياء الجسم، مما يجعل من الضروري العودة لعادات النوم الصحية كوسيلة للحفاظ على الصحة الجسدية على المدى الطويل.