تراجع الدعم الدولي لحكومة نتنياهو وسط تصاعد الأزمات في غزة
كشف موقع «أكسيوس» الأمريكي أن العديد من حلفاء إسرائيل الدوليين بدأوا في الابتعاد عن حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بشكل علني، في ظل استمرار الحرب في غزة وما تسببه من معاناة متزايدة للمدنيين هناك. حيث كان لدى نتنياهو تفويض دولي غير مسبوق للرد على هجمات حركة حماس في 7 أكتوبر، ولكنه بدأ يفقد هذا الدعم تدريجياً، ليصبح في الآونة الأخيرة تحت ضغط دبلوماسي غير مسبوق.
تآكل دعم الحلفاء الغربيين
ووفقًا للتقرير، شهد نتنياهو تآكلًا في دعم العديد من الحلفاء الغربيين، باستثناء الولايات المتحدة، بعد إنهاء وقف إطلاق النار في مارس الماضي ومنع دخول المساعدات الأساسية إلى قطاع غزة. تصاعد الضغط الدولي مع بداية شهر مايو، عندما أطلقت إسرائيل عملية عسكرية لإعادة احتلال غزة، ورفضت الالتزام بصفقة لوقف الحرب والإفراج عن الرهائن.
في بيان مشترك صدر مؤخرًا، أعرب كل من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء الكندي مارك كارني ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، عن عزمهم عدم الوقوف مكتوفي الأيدي أمام أفعال حكومة نتنياهو. وطالبوا بوقف الهجوم العسكري وفتح المجال للمساعدات الإنسانية، وهددوا باتخاذ إجراءات ملموسة إذا لم تستجب إسرائيل. وردّ نتنياهو بغضب، متهمًا هؤلاء القادة بخدمة مصالح حماس.
وتشير التقارير إلى أن مظاهر عزلة إسرائيل بدأت تخرج عن إطار البيانات السياسية، حيث أعلنت بريطانيا تعليق مفاوضات التجارة مع إسرائيل وفرضت عقوبات جديدة على مستوطنين إسرائيليين متورطين في اعتداءات على الفلسطينيين.
من جهة أخرى، قامت إسبانيا ودول أخرى مثل النرويج وأيرلندا بالاعتراف بالدولة الفلسطينية، كما دعم 17 وزيرًا من وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي المقترح الهولندي لإعادة النظر في اتفاقية التجارة والتعاون مع إسرائيل. وفي وقت سابق، حذر وزير الخارجية الإسرائيلي من أن التعليق في الدعم الدولي لن يضعف حماس، بل سيؤدي إلى مزيد من الابتعاد عن إسرائيل، وهو ما تحقق فعليًا.
وأشار الموقع إلى أن الرئيس السابق دونالد ترامب عاود النظر في دعمه لرؤية تهجير سكان غزة، بينما أعلن نتنياهو أن الحرب لن تنتهي قبل تنفيذ خطة تتضمن إنشاء “منطقة إنسانية” تدفع السكان للانتقال إلى الخارج، مما قد يؤدي إلى عزلة دولية غير مسبوقة إذا استمرت تلك الخطط.
يتفق العديد من المراقبين على أن إسرائيل تواجه تحديات وصعوبات جمة في ظل هذا الوضع الراهن، مما يعد بمثابة وضعها في مواجهة تداعيات سلبية قد تؤثر على موقفها في الساحة الدولية.
تعليقات