المجاعة تقترب: 4.6% فقط من أراضي غزة قابلة للزراعة وسط المخاوف المتزايدة

كشفت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (الفاو) أن أقل من 5% من الأراضي الزراعية في قطاع غزة لا تزال صالحة للزراعة، مما يُعتبر مؤشرًا خطيرًا على تفاقم أزمة الغذاء واقتراب المجاعة في المنطقة المحاصرة. وفقًا لتحليل أجرته الفاو بالتعاون مع مركز الأمم المتحدة للأقمار الصناعية (يونوسات)، فإن أكثر من 80% من الأراضي الزراعية في غزة قد تضررت حتى نهاية أبريل 2025، فيما أصبح الوصول إلى نحو 77.8% من هذه الأراضي متعذرًا. نتيجة لهذا التدهور، لم يتبق سوى 4.6% من الأراضي الزراعية قابلة للاستخدام، وهذا يعادل 688 هكتارًا فقط.

الوضع الغذائي في غزة

وصفت الفاو الوضع بأنه انهيار شامل للنظام الغذائي في غزة، مشيرةً إلى أن هذا التدهور لا يُمثل فقط تدمير البنية التحتية، بل يعني أيضًا توقف الإنتاج الغذائي المحلي وتهديد سبل العيش لأكثر من نصف مليون شخص كانوا يعتمدون على الزراعة وتربية المواشي أو صيد الأسماك كأحد مصادر دخلهم.

أزمة نقص الإنتاج الزراعي

وفي هذا السياق، أعربت بيث بيكدول، نائب المدير العام في المنظمة، عن قلقها إزاء تدمير الأراضي والمحميات والآبار التي أدت إلى توقف الإنتاج الغذائي المحلي. وسلطت الضوء على أن هذا المستوى من الدمار لا يقتصر على فقدان البنية الأساسية، بل يمثل انهيارًا فعليًا للنظام الغذائي والسبل المعاشية في غزة.

أظهر التحليل أن الوضع أكثر خطورة في مدينة رفح جنوب القطاع وشمال غزة، حيث أصبح الوصول إلى “تقريبًا كل الأراضي الزراعية مستحيلًا”، مما يفاقم من الأزمة الغذائية في هذه المناطق. كما أفادت الدراسة بأن نحو 82.8% من الآبار المستخدمة في الزراعة قد تضررت بنهاية أبريل 2025، مقارنة بـ67.7% في ديسمبر 2024، ما يزيد من صعوبة استئناف النشاط الزراعي في المستقبل القريب.

أضافت الإحصائيات أنه قبل اندلاع الحرب في أكتوبر 2023، كانت الزراعة تمثل حوالي 10% من اقتصاد غزة، مقدمة مصدر رزق لأكثر من 560,000 شخص، أي ما يعادل ربع سكان القطاع تقريبًا وفقًا لبيانات الفاو. إن حجم الفجوة الغذائية المتزايد يتطلب اهتمامًا عاجلًا لضمان تلبية احتياجات السكان المتزايدة، وسط تحديات خطيرة تهدد الأمن الغذائي.