إصلاح سفينة حربية كورية شمالية تعرضت لحادث أثناء التدشين
أعلنت وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية الرسمية عن بدء إصلاح سفينة حربية «مدمرة» تعرضت لأضرار خلال محاولة تدشينها قبل عدة أيام.
تحقيقات في الحادث الغامض
تجري بيونغيانغ تحقيقات بشأن الحادث الذي أدى إلى فقدان السفينة لتوازنها أثناء التدشين، مما تسبب في تضرر أجزاء من قاع السفينة الحربية في الوقت الذي كان فيه الزعيم كيم جونغ أون حاضراً، حيث وصف هذه الحادثة بأنها عمل إجرامي. وقد تم إيقاف أربعة مسؤولين كبار بسبب التسبب في الحادثة التي وقعت في حوض تشونغجين لبناء السفن. وبحسب الوكالة، حدثت الحادثة يوم الأربعاء الماضي أثناء عملية إطلاق المدمرة الجديدة في مدينة تشونغجين الساحلية، حيث انزلقت مؤخرة السفينة إلى الماء قبل الأوان نتيجة لعطل في آلية الإطلاق، مما أدى إلى انقلابها على جانبها، وسحق أجزاء من هيكلها، بينما ظل مقدمتها عالقة على الرصيف. وبينت الوكالة أن الأضرار تشمل خدوشاً على الجانب الأيمن للهيكل وتدفق مياه البحر إلى القسم الخلفي، لكنها نفت وجود ثقوب في قاع السفينة مما يتعارض مع التقديرات الأولية.
أشارت الوكالة أيضاً إلى إيقاف نائب مدير إدارة صناعة الذخائر في الحزب الحاكم ري هيونغ سون، الذي يُعتبر المسؤول الأكبر عن الحادث، إلى جانب كبير المهندسين كانغ جونغ تشول ورئيس ورشة بناء الهياكل هان كيونغ هاك، بالإضافة إلى نائب مدير الشؤون الإدارية كيم يونغ هاك، مع الإشارة إلى التحقيق مع مدير الحوض هونغ كيل هو في وقت سابق. وقد أثار هذا الحادث غضب كيم جونغ أون، الذي كان حاضراً في حفل التدشين، حيث اعتبره إهانة لكرامة الدولة. واعتبر كيم أن القضية ليست مجرد مشكلة تقنية، بل تتعلق بسلطة الدولة، مطالباً بصيانة السفينة قبل الجلسة العامة لحزب العمال المقرر إجراؤها في يونيو 2025، وهو موعد يراه المحللون طموحاً للغاية.
تُعتبر هذه السفينة جزءاً من برنامج طموح لتحديث القوات البحرية الكورية الشمالية، والتي تُعتبر الأضعف مقارنةً مع التركيز على تقنيات الصواريخ الباليستية والنووية. وتفيد التقارير بأن المدمرة مزودة بأنظمة أسلحة متطورة تتضمن صواريخ باليستية قادرة على حمل رؤوس نووية، وقد تم تطويرها أيضاً بدعم من روسيا في ظل تعزيز العلاقات العسكرية بين بيونغ يانغ وموسكو. وقد أفادت وكالة الأنباء المركزية بأن أعمال الإصلاح قد تتطلب 10 أيام، تشمل ضخ مياه البحر من الغرف المغمورة وإعادة توازن السفينة، إلا أن خبراء بحريين أبدوا شكوكا بشأن هذا الجدول الزمني.
وقد أشار كارل شوستر، قبطان سابق في البحرية الأمريكية، إلى أن الأضرار قد تكون أكثر تعقيداً خاصةً إذا امتدت إلى الجانب الأيسر من الهيكل، مما قد يستلزم من 4 إلى 6 أشهر للإصلاح. فيما يتعلق بتدفق مياه البحر إلى داخل السفينة، يتطلب الأمر شطف الأجزاء الداخلية بالماء العذب وتجفيفها لمنع التآكل، وهي عملية تستغرق وقتاً طويلاً. صور الأقمار الصناعية التي التقطتها شركة «ماكسار تكنولوجيز» أظهرت السفينة لا تزال مائلة على جانبها، مغطاة بأغطية زرقاء، مما يعكس محاولات بيونغ يانغ لإخفاء مدى الأضرار عن الأعين الخارجية. وقد أشار المحللون إلى أن استخدام الأغطية الزرقاء قد يكون محاولة لتضليل المراقبين الدوليين، لكن الصور أكدت أن السفينة لا تزال في وضع غير مستقر. تأتي هذه الحادثة في وقت تسعى فيه كوريا الشمالية لتعزيز مكانتها كقوة عسكرية إقليمية وسط تصاعد التوترات مع الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية.
أخبار ذات صلة
تعليقات