رغم أن إنتاج منطقة الشرق الأوسط من المعادن الحيوية يقتصر على كميات محدودة من بعض المعادن، إلا أن هناك تحولًا متزايدًا مع تزايد الاستثمارات والمبادرات. تلعب كل من السعودية والإمارات دورًا رئيسيًا في هذا التطور، حيث لا تقتصر جهودهما على الاكتشاف والإنتاج فقط، بل تتجهان نحو بناء نظام متكامل يشمل التنقيب والمعالجة والشراكات العالمية. وفقًا لتقرير حديث، فإن المشاريع المعلنة في المنطقة تشير إلى قفزة نوعية في قطاع المعادن الحيوية المرتبطة بالطاقة. يُتوقع أن تصل القيمة السوقية لقطاع التعدين إلى حوالي 7.5 مليار دولار، في حين يمكن أن تصل قيمة عمليات التكرير إلى 3 مليارات دولار بحلول عام 2040.
إنتاج المعادن الحيوية في الشرق الأوسط 2024
تشير أحدث البيانات من وكالة الطاقة الدولية إلى أن إنتاج الشرق الأوسط من المعادن الحيوية، مثل النحاس والزنك والبوكسيت، يأتي بشكل رئيسي من إيران والسعودية، بينما لا يزال إنتاج المعادن الأخرى شبه معدوم. في العام الماضي، استحوذت المنطقة على حوالي 2% من إجمالي إنتاج النحاس العالمي، حيث تصدرت إيران بنسبة 1.7% بينما كانت حصة السعودية 0.3%. كما تشير التقديرات إلى احتياطي المعادن في المنطقة بنسبة 2.2% من الاحتياطات العالمية. وفيما يتعلق بالزنك، مثل إنتاج الشرق الأوسط نحو 1.3% من الناتج العالمي، حيث تتصدر إيران بحصة 1.2% وتوجد حصة متواضعة للسعودية تبلغ 0.1%. بينما تشارك السعودية بمفردها في إنتاج البوكسيت، مستحوذةً على 1.3% من الإنتاج العالمي؛ إلا أن احتياطيات المنطقة تبقى منخفضة.
إستراتيجية المنطقة في استخراج المعادن الحيوية
رغم تواضع إنتاج المعادن الحيوية في الشرق الأوسط، هناك تقدم ملحوظ في أنشطة الاستكشاف، مع توقعات بزيادة الإنتاج في السنوات القادمة. تتصدر السعودية هذا المشهد من خلال الكشف عن رواسب كبيرة من الليثيوم والمعادن الأرضية النادرة. في يناير 2025، أعلنت شركتا أرامكو ومعادن عن مشروع مشترك بقيمة ملياري دولار لاستخراج الليثيوم وتطوير تقنيات الاستخراج المباشر، مع توقع بدء الإنتاج التجاري بحلول عام 2027. وفي الوقت نفسه، تستثمر سلطنة عمان في مشروعات النحاس عبر مشروع مزون.
بينما توسع الدول في الشرق الأوسط أنشطة الاستكشاف، تركز حاليًا على إبرام اتفاقيات توريد دولية وتطوير قدرات المعالجة بدلاً من الاعتماد على إنتاج المواد الخام. تتجاوز الاستثمارات 20 مليار دولار في مجال المعادن الحيوية، مع قيادة السعودية والإمارات لهذا الاتجاه. تظهر الإمارات نموذجًا بارزًا باستثماراتها الضخمة في تكرير المعادن والبطاريات، بالإضافة إلى تعزيز نفوذها عبر موانئ استراتيجية في أفريقيا وأميركا اللاتينية.
سياسات المعادن الحيوية في الشرق الأوسط
يتجه الشرق الأوسط نحو تعزيز موقعه في سلاسل الإمداد العالمية للمعادن الحيوية عبر استثمارات وشراكات دولية غير مسبوقة. خصصت السعودية 182 مليون دولار لتعزيز عمليات استكشاف المعادن، وأطلقت منتدى “مستقبل المعادن” لدعم أهداف رؤية 2030. وفي المقابل، وسعت الإمارات من تحالفاتها الدولية عبر شراكات قيمتها 1.9 مليار دولار مع الكونغو الديمقراطية وشركاء آخرين. كما دخلت قطر في هذه المساعي من خلال استثمارات سيادية، منها ضخ 180 مليون دولار في شركة تيك ميت المستثمرة في مجال المعادن.
تعليقات