الصين تستعد لمواجهة تايوان
تستعد الصين لتعزيز وجودها العسكري بالقرب من تايوان، حيث تعتزم إرسال قوات محمولة جواً وطائرات بالإضافة إلى نشر قاذفات صواريخ متعددة قادرة على استهداف أي نقطة في الجزيرة. في الأيام الأخيرة، شهدت المنطقة زيادة كبيرة في النشاط العسكري، حيث تم نشر قوات إنزال وطائرات وأنظمة صواريخ متعددة. تشير التقارير إلى أن بكين قد أنشأت الظروف اللازمة للانتقال السريع إلى فرض حصار على تايوان يمكن تنفيذه خلال فترة زمنية قصيرة، مما يعكس تصميمها على إعادة توحيد الجزيرة.
استعدادات عسكرية مكثفة
أجرت الصين تدريبات واسعة في مضيق تايوان، حيث اختبرت سيناريوهات تتعلق بالحصار البحري والجوي. يبدو أن أنظمة الصواريخ متعددة الإطلاق، بما في ذلك الأنظمة بعيدة المدى، قادرة على تغطية المرافق الرئيسية في تايوان مثل الموانئ والمطارات. كما زادت الصين من عدد الوحدات المحمولة جواً وعززت الدوريات الجوية في منطقة تحديد الدفاع الجوي لـتايوان، مما يعكس تصعيد التوترات في المنطقة. في آخر 24 ساعة، سجلت تايوان دخول 17 طائرة عسكرية صينية وثماني سفن بالقرب من حدودها، مما يعد أحد أكثر الحوادث كثافة في الفترة الأخيرة.
تصريحات بكين حول ضرورة الوحدة مع تايوان تأتي في وقت تسود فيه الضغوط الدبلوماسية والعسكرية. أكدت وزارة الخارجية الصينية مرارًا أن تايوان تعد جزءًا لا يتجزأ من الصين، وأن أي محاولة لتعزيز استقلال الجزيرة ستواجه بالقوة. وكما أشار المتحدث باسم وزارة الخارجية، فإن الصين مستعدة لاتخاذ أي إجراءات للحفاظ على سيادتها. ووسط هذه الأجواء المشحونة، تواصل السلطات التايوانية تعزيز جاهزيتها القتالية والإعداد لتدريبات للتصدي لأي عدوان محتمل. وفي خطاب اخیر، دعا الرئيس التايواني المجتمع الدولي لدعم الجزيرة أمام التهديدات المتزايدة.
تأتي هذه التطورات في ظل علاقات متوترة بين الصين والولايات المتحدة، التي تعد الحليف الرئيسي لتايوان. تشير التقارير إلى أن واشنطن قامت بتعزيز إمدادات الأسلحة للجزيرة، الأمر الذي أثار انتقادات من بكين ونتج عنه فرض عقوبات على بعض الشركات الدفاعية الأمريكية. يلاحظ الخبراء أن الوضع الحالي يثير ذكريات أزمة عام 1996، إلا أن حجم الاستعدادات الحالية يبدو أكبر بكثير، مما يعكس تصعيد النزاع في هذه المنطقة الحساسة.
تعليقات