سوريا: النمر الآسيوي الذي يستعد للانطلاق!

سوريا: النمر القادم في غرب آسيا

بصفر ديون، وصفر عقوبات، وصفر قيود تجارية، تبدأ سوريا مشوارها لتصبح واحدة من أبرز الدول في غرب آسيا، جنبًا إلى جنب مع السعودية وقطر والإمارات، وقريبًا الكويت، التي بدأت بالفعل خطوات النهضة بإصلاح أوضاعها الداخلية. يُنتظر أن تُظهر سوريا قدرتها على المنافسة في هذا الإطار بينها وبين شقيقاتها الخليجيات.

الفرص الاقتصادية المتاحة أمام سوريا

تُعتبر سوريا الجديدة مؤهلة للانضمام إلى الدول الناهضة اقتصاديًا وتجارياً في إقليم يعاني من تراجع العديد من الدول، وليس ذلك بسبب أي مجاملة من الدول الخليجية، ولكن لامتلاكها الإرادة والموارد والتاريخ الصناعي والتجاري. إن الإنسان السوري المعروف بقدرته على التأقلم ورفع مستوى المهنة التي يعمل بها، قد أبدع في دول المهجر على مدار عقود.

تجدر الإشارة إلى كيفية نشأة “نمور آسيا”، التي كانت تعتمد على العمل الجاد وفتح الأبواب أمام الاستثمارات الخارجية وضمان حرية التجارة، وهو ما ساهم في النمو السريع لدول مثل كوريا الجنوبية وتايوان. تشترك سوريا مع هذه الدول في العديد من المقومات الضرورية لتحقيق نمو اقتصادي ملحوظ، ولكنها تواجه أيضًا تحديات كبيرة تتطلب التعامل معها بشكل جاد، أبرزها عدم الانجرار إلى السياسات الاقتصادية السيئة التي دفعت المستثمرين في دول أخرى إلى الهروب من بيئة الاستثمار.

سوريا تمتلك موارد طبيعية غنية، مثل النفط والغاز الطبيعي، وهناك مؤشرات على وجود مخزون هام من الغاز في شواطئها المطلة على البحر الأبيض المتوسط. كما أن موقعها الجغرافي الاستراتيجي يسمح لها بأن تكون مركزًا للتجارة والاستثمار في المنطقة. يمتد تاريخ سوريا الاقتصادي الغني إلى عصور قديمة، مما يمنحها تجربة وخبرة هائلة يعود تاريخها إلى أكثر من 1500 عام.

لا جدال أن سوريا تواجه تحديات في طريقها نحو النمو الاقتصادي، وأهم هذه التحديات هو ترسيخ الاستقرار السياسي وتأمين الأمن في جميع أرجاء البلاد. كما أن إعادة الإعمار وتطوير البنية التحتية يحتاجان إلى اهتمام خاص، فقد عانى النظام السابق من عدم الانفتاح على العالم الخارجي، مما تسبب في عزل البلاد عن أحدث تقنيات العصر الحديث.

إن سوريا تُعتبر واحدة من أبرز الدول العربية التي تمتلك القدرة على جذب الاستثمارات الخليجية والأجنبية، مع القدرة على تعظيم العوائد منها. إن أهم نصيحة يجب توجيهها للسوريين هي ضرورة ضمان حرية انتقال الأموال من وإلى البلاد، والسماح بإخراج عوائد الاستثمار لتفادي الأخطاء التي وقعت فيها دول أخرى.

بوجود شواطئ جميلة وجبال خلابة، ستصبح سوريا بالفعل “ريفيرا العرب” إذا ما طُوِّرت كما هو الحال في إيطاليا وفرنسا. إن مواطنها يتمتعون بعقول مبدعة ومهارات عالية، بالإضافة إلى شغف كبير بالتراث العربي الأصيل الذي لا يريدون الانفصال عنه. مع وجود ثروة بشرية جديرة بالاحترام وإرادة قوية للحفاظ على النظام والعمل، سيكون هناك إمكانية كبيرة لتصبح سوريا نمر غرب آسيا القادم.