قدم النادي الأهلي، أحد أبرز الأندية الرياضية في مصر، إقرارًا ضريبيًا رسميًا إلى الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” والسلطات الأمريكية، بهدف مواجهة التحديات الضريبية المرتبطة بمكافآته من بطولة كأس العالم للأندية. يأمل النادي في الحصول على استثناء أو تخفيض للضرائب التي قد تصل إلى نسبة كبيرة، مما يساعد في الحفاظ على جزء أكبر من الجوائز المالية التي يحصل عليها مقابل مشاركته في البطولة.
الأهلي يسعى لاستثناء ضريبي في كأس العالم للأندية
أكدت مصادر داخل النادي الأهلي أن الإدارة قدمت خطابات ومستندات رسمية إلى “فيفا” والجهات المعنية في الولايات المتحدة، للتعبير عن موقفه الضريبي وطلب تخفيف العبء المالي. هذا الإجراء يأتي في سياق الالتزام بالقوانين الأمريكية، التي تفرض ضرائب على المكافآت المالية للفرق المشاركة في البطولة المقررة في يونيو 2025. يتلقى النادي مبلغًا يصل إلى 9.5 مليون دولار كمكافأة أساسية للمشاركة، بالإضافة إلى مكافآت إضافية بناءً على النتائج، لكن الضرائب قد تقلل من هذه المبالغ بشكل كبير إذا لم يتم الحصول على الاستثناءات المطلوبة. وفقًا للقوانين الأمريكية، يجب على الفرق دفع ضرائب تصل إلى 30% على الجوائز والحوافز، بما في ذلك الرواتب والمكافآت للاعبين والمدربين أثناء الإقامة في الولايات المتحدة.
جهود الفريق الكروي لتجنب الضرائب المرتفعة
يترقب مسؤولو النادي ردودًا من “فيفا” والسلطات الأمريكية على طلباتهم، مع الاستناد إلى اتفاقيات الضرائب الدولية التي تربط مصر بالولايات المتحدة، والتي قد تسمح بتقليل النسبة الضريبية. هذه الخطوة تعكس استراتيجية النادي للحد من التكاليف المالية، خاصة أن الأندية الإفريقية المشاركة، مثل الترجي التونسي والوداد المغربي وصن داونز الجنوب أفريقي، تخضع أيضًا لنفس القواعد، لكنها قد تستفيد من معاهدات مماثلة. في هذا السياق، أبلغ “فيفا” جميع الفرق المشاركة بأهمية الالتزام بالتعليمات الضريبية، حيث سيتم إبلاغ الجهات الأمريكية بتفاصيل الجوائز والمبالغ المخصصة لكل نادٍ، مع مراعاة الاتفاقيات الدولية لتجنب فرض ضرائب مفرطة.
من جانب آخر، يركز النادي الأهلي على أدائه الرياضي في البطولة، حيث يلعب ضمن المجموعة الأولى مع أندية إنتر ميامي الأمريكي وبورتو البرتغالي وبالميراس البرازيلي. سينطلق الأهلي بمواجهة إنتر ميامي في 15 يونيو 2025، وهو حدث يمثل فرصة تاريخية للفريق لتحقيق إنجازات دولية. هذه البطولة، التي تستضيفها الولايات المتحدة لأول مرة، تجسد تحديًا لجميع المشاركين، لا سيما في الجوانب المالية، حيث يجب على الأندية التكيف مع السياسات الضريبية المتعددة.
في الواقع، يمثل هذا الإجراء خطوة استراتيجية للأهلي لتعزيز مكانته المالية في المستقبل، خاصة مع تزايد أهمية البطولات الدولية. يتضمن الطلب تقديم إقرارات ضريبية مفصلة ومستندات تؤكد على الالتزامات الدولية، مما يعزز فرصة الحصول على تخفيضات ضريبية قد تصل إلى أقل من النسبة القصوى. هذا الأمر ليس محصورًا بالأهلي وحده، بل ينطبق على العديد من الأندية الدولية التي تواجه تحديات مشابهة في مثل هذه المناسبات الكبرى. بالإضافة إلى ذلك، يساعد ذلك النادي على التركيز أكثر على تطوير فرقه وتحسين أدائه، مما يعكس رؤية شاملة للاستدامة المالية والرياضية.
مع استمرار التطورات في هذا الملف، يبقى النادي الأهلي متفائلاً بإيجابية الردود، مما يمكن أن يحد من التكاليف ويسمح باستثمار المبالغ المكتسبة في تعزيز الفريق. هذا النهج يعكس كيفية توظيف الفرق الرياضية للأدوات القانونية لدعم نجاحها، خاصة في بيئة تنافسية عالمية متزايدة العقمية. بشكل عام، يُعتبر هذا السيناريو دليلاً على أهمية الوعي بالقوانين الدولية في عالم الرياضة، حيث يلتقي التحدي الرياضي مع التحديات الاقتصادية.
تعليقات