الحج: ركن أساسي من الإسلام
يسرد الدكتور محمد فضل محمد، كأكاديمي وإعلامي سوداني، أن الحج إلى بيت الله الحرام يمثل ركناً من أركان الإسلام الخمسة، حيث فرضه الله تعالى في القرآن الكريم، كما في قوله سبحانه: “وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا ۚ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ” من سورة آل عمران. يؤكد هذا النص الشرعي أن الحج واجب على كل مسلم قادر، مع الإشارة إلى أن الاستطاعة شرط أساسي، حيث يتطلب توافر الوسائل المادية والجسدية والأمنية. في عصرنا الحديث، يشمل ذلك الحصول على التصريح الرسمي، الذي يعد خطوة مشروعة لضمان الترتيب والأمان، وفقاً لمقاصد الشريعة الإسلامية.
أهمية الحج في الإسلام
يبرز هذا الركن الإسلامي كفرصة للتقرب إلى الله عز وجل، حيث أجمع العلماء على أن عدم توافر الاستطاعة يعفي المسلم من وجوب الحج. لذا، فإن الأنظمة التنظيمية للحج في المملكة العربية السعودية تستهدف تحقيق المصالح العليا، لا التعسير، كما ورد في القاعدة الفقهية التي تنص على أن تصرف الإمام يجب أن يرتبط بالمصلحة العامة. منذ عهد الملك عبدالعزيز آل سعود وصولاً إلى الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، شهدت المشاعر المقدسة تطويراً هائلاً في التنظيم التقني والإداري، مما جعل أداء المناسك أكثر يسراً وأماناً، مستجيباً لقوله تعالى: “وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ” و”يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ”. هذه الإجراءات تشمل تحديد حصص الحجاج من الدول الأخرى وفق اتفاقيات واضحة، بالإضافة إلى تنظيم الأعداد داخل المملكة عبر التصاريح، لتجنب التكدس والحوادث السابقة التي أودت بحياة الكثيرين.
فريضة الزيارة المقدسة
تتعدى الزيارة المقدسة مجرد أداء للشعائر؛ إنها تجسيد لحفظ الضروريات الخمس في الشريعة الإسلامية، مثل حماية النفس والدين والنسل. يؤكد الرسول صلى الله عليه وسلم في حديثه: “لا ضرر ولا ضرار”، وفي قوله الآخر: “من رأى من أميره شيئاً يكرهه فليصبر”، على أهمية طاعة ولي الأمر في غير المعصية، خاصة عندما ترتبط بمصلحة عامة مثل تنظيم الحج. لذا، من يتجاوز هذا التنظيم دون تصريح رسمي، يعرض نفسه والحجاج الآخرين للأذى والفتنة، مما يتنافى مع تعليمات الرسول في حجة الوداع: “خذوا عني مناسككم”، حيث يشمل المناسك الانضباط والالتزام بالنظام لضمان سلامة الجميع. في الختام، فإن أي دعوات للتشويش على الحج أو الاستهزاء بالإجراءات التنظيمية أو المطالبة بمقاطعته تعتبر مخالفة للفقه والعقل، إذ يبقى الحج واجباً فقط على المستطيعين، ومن لم يحصل على تصريح رسمي فهو غير مستطيع شرعاً، ولا إثم عليه إذا لم يحج. نسأل الله أن يوفق القيادة السعودية لخدمة الحرمين الشريفين وييسر الحج للمسلمين، محقِّقاً السلامة والرضا.
تعليقات