وزير الشؤون الإسلامية السعودي ورئيس الشؤون الدينية التركي يناقشان تعزيز التعاون الإسلامي

في لقاء مهم جمع بين مسؤولي الشؤون الإسلامية في المملكة العربية السعودية وتركيا، عقد معالي وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد، الشيخ الدكتور عبداللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ، جلسة مباحثات رسمية مع رئيس الشؤون الدينية بتركيا، الدكتور علي أرباش. هذا اللقاء، الذي جاء خلال زيارة الوفد التركي للمملكة، ركز على تعزيز التعاون في مجالات الشؤون الإسلامية. الاجتماع انعقد في قاعة المؤتمرات بفندق نارسيس في مدينة الرياض، حيث بحث الطرفان سبل تعزيز الروابط والمبادرات المشتركة لخدمة الأمة الإسلامية. خلال الجلسة، أكد الوزير السعودي على التزام بلاده بالوسطية والاعتدال، مشدداً على الجهود في نشر قيم الإسلام الحقيقي ومحاربة التطرف، بينما عبر الطرف التركي عن تقديره لجهود السعودية في خدمة الحرمين الشريفين.

مباحثات تعاون إسلامي بين السعودية وتركيا

في بداية الجلسة، رحب الشيخ الدكتور عبداللطيف آل الشيخ برئيس الشؤون الدينية التركي ووفده، معتبراً المملكة العربية السعودية بلداً ثانياً لهم. أبرز الوزير الجهود السعودية تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين، ملك المملكة، وولي عهده، في فتح آفاق التعاون مع الدول العربية والإسلامية في مجالات متعددة، خاصة الشؤون الإسلامية. شدد على الالتزام التقليدي للمملكة بالوسطية والاعتدال منذ نشأتها، موضحاً كيف أنها تقود حملات لمحاربة الغلو والتطرف وتنشر هذه القيم عالمياً. كما استعرض الوزير الجهود الهائلة في خدمة الحرمين الشريفين، بما في ذلك تطوير الخدمات للحجاج والمعتمرين عبر وسائل النقل المختلفة، مما يعكس دعماً مالياً وإدارياً كبيراً. وأضاف أن وزارة الشؤون الإسلامية تلعب دوراً بارزاً في الدعوة إلى الله، بنشر منهج الإسلام الوسطي وفق الكتاب والسنة، مع الاهتمام ببناء وصيانة حوالي مئة ألف مسجد في المملكة، وتطوير مهارات العاملين فيها لخدمة المجتمع. أكد آل الشيخ أهمية توحيد الجهود بين الدول والمؤسسات الدينية لتعزيز قيم التسامح والتعايش، ومواجهة كل ما يسيء للإسلام من خلال العلماء والدعاة.

حوار ديني يعزز الشراكة

من جانبه، نقل الدكتور علي أرباش تحيات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للقيادة السعودية، متمنياً للمملكة التقدم المستمر. أكد أن زيارته تأتي لتعزيز جسور التواصل والتعاون مع بلاد الحرمين، التي تولي اهتماماً كبيراً بخدمة المسلمين عالمياً. شكر الوزير السعودي على كرم الضيافة وترتيبات توقيع مذكرة التعاون، التي تعكس الرغبة في تعزيز العلاقات في المجالات الإسلامية. أشاد بجهود السعودية في خدمة الحرمين، وصفها بأنها نعمة إلهية، وأبرز أن أكثر من 65 ألف حاج تركي زاروا هذا العام، بالإضافة إلى نصف مليون معتمر، حيث يعودون بحماس ويشيون بجودة الخدمات. حضر الاجتماع وكلاء الوزارة السعودية وعدد من المديرين، إلى جانب الجانب التركي بما في ذلك وكيل الشؤون الدينية الدكتور سليم أرغون، ورئيس المعهد الإسلامي التركي، بالإضافة إلى ممثلي السفارة التركية. عقب الجلسة، شارك الدكتور أرباش في حفل غداء رسمي أقامه الوزير السعودي، بحضور عدد من المسؤولين، لتعزيز روابط الصداقة والتعاون بين البلدين. هذه المباحثات تبرز التزام كلا البلدين بتعزيز الوحدة الإسلامية ومواجهة التحديات المشتركة، مما يعزز من دور الوسطية في العالم الإسلامي ويفتح آفاقاً جديدة للتعاون في الشؤون الدينية والثقافية، مع التركيز على نشر قيم السلام والتسامح لمصلحة الأمة بأكملها. وفي ظل هذا التعاون، يتوقع أن يؤدي توقيع مذكرة التعاون إلى مشاريع مشتركة في مجالات الدعوة والتعليم الديني، مما يعكس نموذجاً للعلاقات الإيجابية بين الدول الإسلامية في عصرنا الحالي.