كشف مدير أعمال القارئ الراحل الشيخ سيد سعيد، المعروف بـ”سلطان القراء”، تفاصيل متعلقة بجنازته وعزائه من خلال مداخلة هاتفية لتليفزيون اليوم السابع. وفقاً للإعلان، سيتم نقل الجثمان من المستشفى إلى المنزل في الساعة العاشرة مساء اليوم، مع إجراء صلاة الجنازة صباح الغد الأحد، تليها الدفن والعزاء مساءً في كفر سليمان البحرية بمركز فارسكور بمحافظة دمياط. هذا الإعلان يعكس الاهتمام الواسع الذي حظي به الشيخ خلال حياته، خاصة مع معاناته الصحية الطويلة التي أثرت على مسيرته الفنية.
تفاصيل جنازة الشيخ سيد سعيد
في هذه المداخلة، أوضح عمرو الشامي، مدير أعمال الشيخ سيد سعيد، أن الترتيبات الدقيقة تم التخطيط لها لضمان احترام الشخصية البارزة للراحل. سيبدأ البرنامج بوصول الجثمان إلى المنزل مساء اليوم، حيث يتوقع حضور كبير من الأقارب والأصدقاء والمحبين. أما صباح الغد، فسيكون موعد الصلاة الجنائزية، تلتها مراسم الدفن والعزاء في المساء. هذه الخطوات تعكس التقاليد الإسلامية السائدة في مصر، مع التركيز على الخصوصية والاحترام لأسرة الشيخ.
الشيخ سيد سعيد، الذي كان يُلقب بـ”سلطان القراء”، توقف عن ممارسة القراءة القرآنية منذ سنوات بسبب مرض الفشل الكلوي الذي عانى منه لفترة طويلة. كان يخضع لجلسات الغسيل الكلوي ثلاث مرات أسبوعياً، مما أثر على حياته اليومية. رغم ذلك، لم ينقطع اهتمام الدولة المصرية به، حيث قدمت وزارة الصحة دعماً مستمراً من خلال سيارات الإسعاف المجهزة طبياً لنقله إلى المستشفيات العسكرية لإجراء الفحوصات والتحاليل. هذا الدعم يبرز دور الدولة في رعاية رموزها الثقافية والدينية، مما يعزز من سمعة مصر في الاهتمام بالفنون والتراث.
سيرة وفاة سلطان القراء
عبر الشيخ سيد سعيد في حوار سابق مع اليوم السابع عن أسرار شهرته الواسعة، التي امتدت محلياً وعالمياً. كان يروي كيف ساهم الشيخ محمود حافظ برانق، رحمه الله، في تأكيد جودة أدائه، مما سمح له بتسجيل سورة يوسف بأسلوبه الخاص. هذا التسجيل أصبح السبب الرئيسي في نجاحه، حيث حقق انتشاراً كبيراً وأصبح شريطاً رمزياً لشهرة عالمية. كما نجحت تسجيلاته الأخرى في جذب الجماهير، مما جعله رمزاً للقراءات القرآنية المتميزة.
في بدايات مسيرته، حصل الشيخ على أجره الأول بقيمة 25 قرشاً في الخمسينيات، ثم ارتفع إلى 50 قرشاً مع مرور الوقت. هذه التفاصيل تسلط الضوء على البساطة التي بدأ بها، رغم الشهرة اللاحقة. كما سافر إلى العديد من دول العالم لتلاوة القرآن، مثل الإمارات العربية المتحدة حيث أقام 11 عاماً متتالية، بالإضافة إلى لبنان وإيران والسعودية وجنوب أفريقيا وعمان وباكستان وغيرها. هذه الرحلات لعبت دوراً كبيراً في تعزيز حضوره الدولي، حيث كان يمثل مصر في مهرجانات وفعاليات دينية.
وفاة الشيخ سيد سعيد تمثل خسارة كبيرة لعالم التراث الإسلامي، إذ كان رمزاً للالتزام والإبداع في القراءة القرآنية. خلال سنوات مرضه، ظل محاطاً بالرعاية، مما يعكس قيمة المجتمع المصري في احتضان فنانيه. الآن، مع اقتراب موعد الجنازة، يتجدد التذكير بمساهماته في نشر القرآن الكريم، حيث ألهم جيلاً كاملاً من الشباب. إرثه سيظل حياً من خلال تسجيلاته التي تستمر في إلهام الملايين حول العالم، مما يجعل ذكراه خالدة في تاريخ الفن المصري والإسلامي.
تعليقات