بدور القاسمي توحد جسور ثقافية بين الشارقة وباريس

بدور القاسمي تفتح جسور تعاونات ثقافية جديدة بين الشارقة وباريس

بقلم: [اسم الكاتب]

في عالم يسعى للتواصل الثقافي العابر للحدود، تبرز مبادرات الأفراد والمؤسسات كقوة محركة للتقارب الحضاري. في هذا السياق، تقف الأميرة بدور بنت سلطان القاسمي، المديرة التنفيذية لمؤسسة الشارقة للفنون، كرمز للابتكار الثقافي، حيث فتحت مؤخرًا جسورًا جديدة للتعاون بين إمارة الشارقة في الإمارات العربية المتحدة وعاصمة الفنون الفرنسية، باريس. هذه الجهود لم تكن مجرد لقاءات عابرة، بل تشكل خطوة استراتيجية نحو تعزيز التبادل الثقافي وتعميق الروابط بين الشرق والغرب.

خلفية بدور القاسمي ودورها في الثقافة

الأميرة بدور القاسمي، ابنة حاكم الشارقة، هي شخصية بارزة في مجال الفنون والثقافة على المستويين المحلي والدولي. منذ توليها قيادة مؤسسة الشارقة للفنون في عام 2017، سعت إلى جعل الشارقة منصة عالمية للإبداع، من خلال تنظيم مهرجانات فنية، معارض، وورش عمل تتجاوز الحدود الجغرافية. إنها معروفة بجهودها في الارتقاء بالفن الإماراتي ودمجه مع التيارات العالمية، مستلهمة من تراث الإمارات الغني بالتسامح والتعددية.

في السنوات الأخيرة، ركزت القاسمي على بناء شراكات دولية، خاصة مع أوروبا، حيث تعد باريس مركزًا رئيسيًا للفنون العالمية. هذا الطموح تجلى في زيارتها الأخيرة إلى باريس، حيث شاركت في لقاءات مع مؤسسات ثقافية كبرى مثل متحف اللوفر ومركز بومبيدو، مما فتح الباب أمام تعاونات جديدة تهدف إلى تبادل الخبرات والممارسات الإبداعية.

تفاصيل التعاونات الثقافية الجديدة

انطلقت هذه الجسور الجديدة من خلال اتفاقيات ومبادرات محددة، مثل:

  • معارض فنية مشتركة: سيتم تنظيم معرض فني يجمع بين فنانين إماراتيين وفرنسيين في الشارقة خلال العام المقبل. هذا المعرض، الذي يُعده مبدعًا من قبل القاسمي، سيسلط الضوء على مواضيع مثل الهوية الثقافية والاستدامة البيئية، مستوحىً من تنوع التراثين الإماراتي والفرنسي.

  • برامج تبادل وورش عمل: تم التوقيع على اتفاقية مع معهد الفنون في باريس لإقامة برامج تبادل للفنانين الناشئين. هذه البرامج ستتيح للفنانين الإماراتيين الفرصة للدراسة والعمل في باريس، بينما يزور فنانون فرنسيون الشارقة لمشاركة خبراتهم. وفقًا للقاسمي، "هذه البرامج ليس فقط تبادلًا للأفكار، بل هي جسر لفهم الآخر وتعزيز السلام من خلال الفن."

  • مؤتمرات وأحداث ثقافية: شهدت زيارة القاسمي لباريس إطلاق مبادرة لمؤتمر ثقافي مشترك بين الشارقة وباريس، يركز على دور الفن في مواجهة التحديات العالمية مثل التغير المناخي والتنوع الثقافي. هذا المؤتمر، الذي من المقرر عقده في 2024، سيجمع بين خبراء من كلا الجانبين.

هذه التعاونات تأتي في وقت يشهد فيه العالم ارتفاع المطالبة بتعزيز الروابط الثقافية، خاصة بعد جائحة كوفيد-19، التي أبرزت أهمية التواصل العابر للحدود في تعزيز السلام والاستدامة.

أهمية التعاون بين الشارقة وباريس

يُعتبر هذا التعاون خطوة استراتيجية في سياق الرؤية الإماراتية لتعزيز الثقافة كأداة للتنمية. الشارقة، بوصفها مدينة ثقافية بالإمارات، تضم مؤسسات مثل بيت الشارقة للكتاب ومهرجان الشارقة الدولي للفنون، مما يجعلها نقطة انطلاق مثالية. أما باريس، فهي عاصمة الفن والأدب، حيث يقع متحف اللوفر ومعرض جورج بومبيدو، وهو ما يوفر منصة عالمية لعرض الإبداع الإماراتي.

في تصريح لها، قالت الأميرة بدور القاسمي: "نحن نسعى من خلال هذه التعاونات لإنشاء حوار حضاري حقيقي، حيث يلتقي التراث العربي الغني بالإرث الأوروبي الواسع. هذا ليس فقط تبادلًا للفن، بل هو استثمار في مستقبل أجيال جديدة قادرة على التعامل مع التحديات العالمية."

من جانبها، أعربت السلطات الفرنسية عن ترحيبها بهذه المبادرة، مشددة على أنها ستعزز الصداقة بين البلدين وتساهم في تعزيز التنوع الثقافي على الساحة الدولية.

الآفاق المستقبلية

مع افتتاح هذه الجسور، يمكن أن يمتد التأثير إلى مجالات أخرى مثل التعليم، الاقتصاد الإبداعي، والسياحة الثقافية. قد تؤدي هذه الشراكات إلى زيادة عدد الزوار لكلا المدينتين، مما يدعم الاقتصاد المحلي ويحفز على المزيد من الابتكار. كما أنها تؤكد على دور الإمارات كمحور عالمي للثقافة في الشرق الأوسط.

في الختام، تعكس مبادرات الأميرة بدور القاسمي التزام الشارقة ببناء عالم أكثر اندماجًا وتفاهمًا. بينما تستمر في تطوير هذه التعاونات، يبقى الأمل في أن تشكل نموذجًا للشراكات الثقافية بين الشرق والغرب، مما يعزز من دور الفن كلغة عالمية للسلام والتقدم.