قال الخبير العسكري والاستراتيجي نضال أبو زيد إن التوترات الداخلية في المنظومة العسكرية والسياسية ازدادت بشكل ملحوظ، خاصة مع تعيين ديفيد زيني في منصبه الجديد كرئيس لجهاز الشاباك، مما أدى إلى تصعيد الخلافات بين المستويين. هذا الإجراء دفع رئيس الأركان إيال زامير إلى اتخاذ خطوات حاسمة، بما في ذلك استدعاء زيني وإقالته من الجيش، في محاولة لإعادة التوازن. وأكد أبو زيد أن تصريحات زامير، التي أشارت إلى أن الأهداف الرئيسية للعمليات قد تم تحقيقها، تشكل دليلاً واضحاً على الاتجاه نحو مسار تفاوضي للإفراج عن الأسرى، مما يعكس معارضة واضحة من جانب المؤسسة العسكرية للاستمرار فيما يُعرف بعمليات محددة.
تصريحات زامير تكشف خلافات داخلية وشكوكاً في تقديرات الاستخبارات
في السياق نفسه، يرى أبو زيد أن هذه التصريحات تمثل تطوراً بارزاً يؤكد على التحديات التي تواجه الجهاز العسكري، حيث كانت قد سبقتها تحذيرات من احتمالية الصدام بين السياسيين والعسكريين. بحسب أبو زيد، فإن المرحلة البرية من العمليات لم تشهد بداية فعلية حتى الآن، رغم الضجيج الإعلامي والتراكمات العسكرية في مناطق الصراع. هذا التردد يعود جزئياً إلى عدم اليقين في تقديرات الاستخبارات حول استجابات المقاومة، مما يعزز من الشكوك في قدرة الجهاز العسكري على التنبؤ بدقة بمسارات القتال. ويؤكد أبو زيد أن هذه القضايا تكشف عن فجوة متعمقة بين الرؤى السياسية والعسكرية، حيث يبدو أن القادة العسكريين أصبحوا أكثر وعياً بتكاليف التمادي في الخيارات العدوانية، مما يجعلهم يترددون في التقدم نحو تصعيد إضافي.
الانقسامات الناتجة عن إعلانات زامير
من جانب آخر، يبرز أن هذه التصريحات لزامير ليست مجرد آراء شخصية، بل تعكس توجهات واسعة ضمن الصفوف العسكرية، حيث يسعى الجنرالات إلى إيجاد توازن بين الضرورات الاستراتيجية والمخاطر المحتملة. في رأي أبو زيد، فإن هذا الانقسام يعيد طرح أسئلة حول فعالية التنسيق بين المستويات المختلفة، خاصة أن التقديرات غير الدقيقة قد تؤدي إلى نتائج غير متوقعة. يشير أبو زيد إلى أن هذا التطور يعني أن الجهاز العسكري يفضل خيارات أقل تطرفاً، ربما لتجنب الخسائر، مما يظهر في شكل تردد ملحوظ في اتخاذ قرارات حاسمة. ومع ذلك، يؤكد أن هذه الخلافات الداخلية قد تكون فرصة لإعادة تقييم الاستراتيجيات، حيث يجب على القادة النظر في البدائل التي تقلل من التصعيد. في النهاية، يرى أبو زيد أن الوضع الحالي يبرز الحاجة إلى حوار أكثر شمولاً بين السياسيين والعسكريين لتجنب أي إخفاقات مستقبلية، مع الاعتراف بأن الشكوك في التقديرات تشكل تحدياً جوهرياً يؤثر على كل القرارات. هذا الواقع يدفع نحو البحث عن حلول تفاوضية، كما أشار زامير، ليكون ذلك خطوة نحو تهدئة التوترات الداخلية والخارجية. وفي ظل هذه التطورات، يستمر الخبير في التأكيد على أهمية الوعي بجميع الجوانب لضمان اتخاذ قرارات مدروسة، مما يعكس عمق الصراعات داخل النظام نفسه.
تعليقات