ترامب يشن هجومًا على آبل.. وول ستريت تسجل أكبر خسائر أسهمها في ليلة عاصفة

شهدت بورصة وول ستريت جلسة تداولات متوترة ومفعمة بالقلق في نهاية الأسبوع، حيث أثار الرئيس الأميركي دونالد ترامب جدلاً تجارياً جديداً عبر انتقاده لشركة آبل والتحذيرات التي أطلقها حول فرض رسوم جمركية مرتفعة. أدى ذلك إلى خسائر كبيرة في أسواق الأسهم، مع انخفاض المؤشرات الرئيسية في ظل مخاوف متجددة من اندلاع حرب تجارية شاملة مع الاتحاد الأوروبي. انعكس الضغط على القطاعات الرئيسية، حيث تراجعت الأسهم التكنولوجية بشكل ملحوظ، مما يعكس تأثير السياسات الاقتصادية المفاجئة على الاستثمارات العالمية.

ترامب يهاجم آبل ويفاقم الخسائر

في ختام تداولات الجمعة، انخفضت معظم المؤشرات الرئيسية في وول ستريت، مع تسجيل خسائر جماعية بسبب تصريحات ترامب. على وجه الخصوص، هبط مؤشر داو جونز الصناعي بنسبة 0.61% أو 256 نقطة، بينما انكمش مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 0.67%، ليحقق أكبر خسارة أسبوعية له منذ ستة أسابيع. أما مؤشر ناسداق المركب، الذي يعتمد بشكل كبير على أسهم التكنولوجيا، فقد انخفض بنحو 1%. هذه التراجعات لم تكن مصادفة، بل جاءت كرد فعل مباشر للمنشور الذي نشره ترامب على منصته “تروث سوشيال”، حيث دعا إلى تصنيع أجهزة آيفون محلياً في الولايات المتحدة، مع تهديد بفرض رسوم جمركية تصل إلى 25% على المنتجات المصنعة خارج البلاد. نتيجة لذلك، انخفضت أسهم آبل بنسبة أكثر من 2%, مما دفع قيمتها السوقية إلى أقل من 3 تريليون دولار لأول مرة في فترة.

لم يقتصر التأثير على آبل وحدها، إذ امتدت الصدمة إلى شركات التكنولوجيا الأخرى. على سبيل المثال، تراجعت أسهم ميكرون بنسبة 2.5%، وكوالكوم بنسبة 3.3%, في حين خسرت أسهم إنفيديا حوالي 1%. يرى محللون أن هذه الخطوة تمثل خطوة ملحوظة في برنامج ترامب الجمركي للعام، حيث يبدو أنها الاستهداف الأول المباشر لشركة أميركية كبرى، مما يعزز من مخاوف السوق من تصعيد واسع النطاق. هذا التحرك جاء في سياق أوسع من التوترات التجارية، حيث كانت الأسواق قد بدأت تعود إلى الاستقرار نسبياً بعد قرارات سابقة في أبريل، التي شملت فرض رسوم على دول متعددة قبل التراجع الجزئي عنها لمدة 90 يوماً وإبرام اتفاقات أولية مع الصين والمملكة المتحدة.

تهديدات تجارية جديدة مع الاتحاد الأوروبي

بالإضافة إلى الهجوم على آبل، أعلن ترامب عن تعثر المفاوضات التجارية مع الاتحاد الأوروبي، مما يهدد بفرض رسوم جمركية تصل إلى 50% على الواردات من الاتحاد اعتباراً من 1 يونيو 2025. هذا الإعلان يمثل ضربة قاسية للأسواق التي كانت قد هدأت مؤخراً، ويعيد إحياء مخاوف من تحول السياسة التجارية إلى مسار غير مستقر. في السابق، ساهم قرار ترامب السابق بتأجيل بعض الرسوم في تعافي مؤشر S&P 500 إلى مستوياته السنوية، لكن هذه التصريحات الجديدة تجعل المستثمرين يترددون في الاستثمار، خاصة مع إعادة التركيز على الشركاء التجاريين الرئيسيين.

تؤثر هذه التطورات على الاقتصاد الأميركي بشكل عام، حيث تعزز من مستويات التقلب في الأسواق وتثير تساؤلات حول الاستقرار المستقبلي. المراقبون يشيرون إلى أن مثل هذه التهديدات قد تؤدي إلى تأثيرات سلبية على صناعة التكنولوجيا العالمية، التي تعتمد على سلاسل إمداد دولية. في الوقت نفسه، يترقب المستثمرون أي إشارات جديدة قد تكشف عن اتجاهات السياسة التجارية القادمة، مع احتمال أن يؤدي ذلك إلى مزيد من الاضطرابات إذا لم تتم تسوية الخلافات. باختصار، يبدو أن هذه الأحداث تشكل فصلاً جديداً في قصة التوترات التجارية، حيث تتفاعل السياسات مع الاقتصاد لتشكيل مشهد استثماري أكثر تعقيداً وغموضاً.