سلطت الصحف الإسرائيلية والعالمية الضوء على التطورات الأخيرة في الصراع المستمر في قطاع غزة، حيث يعزز رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قبضته على المؤسسات الأمنية والعسكرية. هذه التغطيات تكشف عن تعقيدات سياسية وعسكرية متزايدة، تشمل آراء ناقدة من قادة سابقين وتحديات دستورية داخل إسرائيل، بالإضافة إلى تأثيرات إنسانية ودبلوماسية واسعة النطاق.
الحرب في غزة
في تحليل نشرته صحيفة هآرتس، أوضح رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إيهود باراك أن نتنياهو سيتعين عليه الاختيار بين خوض حرب سياسية خادعة أو الالتزام بإطلاق سراح الرهائن وإنهاء القتال. باراك شكك في قدرتة على تحقيق نتائج مختلفة عن الجولات السابقة في غزة، مشدداً على ضرورة التخلص السريع من ما وصفه بـ”أسوأ حكومة في تاريخ إسرائيل”. من جهة أخرى، أبرزت صحيفة يديعوت أحرونوت أن قرار نتنياهو بتعيين ديفيد زيني رئيساً جديداً لجهاز الشاباك يمثل تحدياً مباشراً لقرارات المحكمة العليا، بسبب تعارض المصالح. هذا الإجراء من المتوقع أن يفاقم التوتر الدستوري بين السلطة التنفيذية والقضائية، مع احتمال تقديم دعاوى قانونية جديدة للطعن فيه.
الصراع الدائر
ومع تزايد الآثار الإنسانية للأزمة، أشارت صحيفة غارديان إلى ارتفاع حاد في حالات سوء التغذية بين الأطفال والنساء الحوامل والمرضعات في غزة، استناداً إلى بيانات صادرة عن منظمة “مشروع الأمل” الأمريكية. وفقاً للبيانات، تم تشخيص نحو 42% من النساء الحوامل و34% من الأمهات المرضعات بمشكلات تغذية خطيرة، مما يعكس تفاقم الأزمة الإنسانية. في سياق دولي، لفتت صحيفة واشنطن بوست إلى تباعد غير مسبوق في العلاقات بين بريطانيا وأمريكا حول قضايا غزة وأوكرانيا. بريطانيا أدانت سلوك إسرائيل بكلمات أشد قسوة مقارنة بتلك الصادرة عن واشنطن، وانضمت إلى الاتحاد الأوروبي في فرض عقوبات إضافية على روسيا، مما يعني تحولاً نحو استقلالية أكبر لأوروبا عن السياسة الأمريكية. هذا التحول يظهر بوضوح في سلوكيات لندن، التي أصبحت تفكر بشكل مستقل في قضايا عالمية كانت سابقاً تتبع فيها نهج واشنطن مباشرة.
في الجانب الدبلوماسي، يناقش الدبلوماسي الأمريكي المخضرم دينيس روس، في مقال نشر في موقع ناشيونال إنتريست، غموض السياسة الأمريكية حول الرسوم الجمركية والمفاوضات النووية مع إيران. روس أكد أن عدم وضوح الأهداف الأمريكية يعيق إبرام اتفاق ناجح مع إيران، معتبراً أن فكرة منع إيران من امتلاك سلاح نووي تبقى محل شك، خاصة مع اقتراب الانتخابات الأمريكية. هذه التطورات تشكل تحديات كبيرة للاستقرار الإقليمي، حيث تتفاعل السياسات الداخلية الإسرائيلية مع الضغوط الدولية، مما قد يؤدي إلى تحولات جذرية في المنطقة. في النهاية، يبدو أن الصراع في غزة ليس مجرد نزاع عسكري، بل شبكة معقدة من التحديات السياسية، الإنسانية، والدبلوماسية التي تتطلب حلولاً عاجلة لتجنب تفاقم الوضع.
تعليقات