الجيش الإسرائيلي يعد خطة شاملة لتقسيم قطاع غزة إلى خمسة أقسام رئيسية، مع التركيز على السيطرة التدريجية على معظم مساحته خلال الفترة المقبلة. هذه الخطة تشمل عملية عسكرية واسعة النطاق تتضمن عدة فرق قتالية، حيث يهدف الجيش إلى إعادة تشكيل الوضع الأمني في المنطقة من خلال مراحل محددة. في البداية، ستكون هناك مرحلة أولى مدتها ثلاثة أشهر، يليها فترات إضافية لضمان إزالة أي مقاومة محتملة وتنظيف المناطق المستهدفة. هذا النهج يعتمد على استراتيجيات عسكرية محددة لإضعاف البنى التحتية وإعادة ترتيب حركة السكان، مما يعكس توجهًا شاملاً نحو إدارة الوضع في غزة.
تقسيم غزة
في قلب هذه الخطة، يعمل الجيش الإسرائيلي على تنفيذ عملية تتضمن خمس فرق قتالية رئيسية، منها أربع فرق هجومية وواحدة دفاعية. كل فرقة ستكون مسؤولة عن إدارة إحدى الأقسام الخمسة التي سيتم تقسيم غزة إليها، مع التركيز على السيطرة الفعالة على نسبة تصل إلى 70% إلى 75% من المساحة الكلية خلال الأشهر الثلاثة الأولى. هذه الفرق ستعمل وفق خطة مدروسة تستهدف تقويض قدرات المقاومة من خلال تدمير البنى التحتية الرئيسية التي تعتمد عليها. بالإضافة إلى ذلك، تشمل الخطة دفع السكان من مناطق الشمال نحو الوسط والجنوب، حيث سيتم تعزيز مراكز توزيع المساعدات الغذائية واللوجيستية لدعم هذه الإعادة التوزيع. هذه المراكز، التي من المتوقع أن تبدأ عملها قريبًا، ستكون قادرة على استيعاب مئات الآلاف من الأشخاص، مما يساعد في إدارة تدفق السكان خلال العملية.
استراتيجية القطاع
بعد الانتهاء من المرحلة الأولى، ستركز الجهود على تطبيق نموذج مشابه لما حدث في رفح، وهو نموذج يعتمد على تدمير البنى التحتية الحيوية وتصفية أي عناصر مقاومة باقية من خلال عمليات تمشيط شاملة. هذا النهج يهدف إلى ضمان خلوه المناطق المستهدفة من أي تهديدات، مع تعزيز انتشار الوحدات العسكرية في جميع أنحاء القطاع لتعزيز السيطرة. في الوقت نفسه، هناك خطط لتسريع نقل جزء من سكان غزة خارج المنطقة، مع التنسيق الدولي لتحقيق ذلك، على الرغم من بعض التحديات في الحصول على دعم كافٍ. كما تم إنشاء عدة مراكز توزيع جديدة في الجنوب والوسط، حيث يمكن أن تستوعب كل منها حوالي 300 ألف شخص، وهناك خطط لإضافة المزيد من هذه المراكز لتعزيز الجهود الإغاثية. هذه الاستراتيجية تعكس محاولة لتوازن بين الضرورات الأمنية والحاجة إلى تقديم الدعم الإنساني، حيث أدت الضغوط الخارجية إلى تسهيل إدخال المساعدات الأساسية إلى القطاع. مع ذلك، يبقى التحدي في جعل هذه المراكز تعمل بكفاءة كاملة لتلبية احتياجات السكان خلال هذه الفترة الانتقالية.
وتشمل خطة الجيش الإسرائيلي أيضًا تعزيز الانتشار العسكري لمنع أي محاولات لإعادة بناء القدرات المعادية، مع الاستمرار في دفع السكان نحو المناطق الأكثر أمانًا حيث تكون المساعدات متاحة. هذا النهج يهدف إلى إنشاء وضع أكثر استقرارًا في غزة على المدى الطويل، من خلال دمج الجهود العسكرية مع إجراءات إغاثية تهدف إلى تقليل الآثار السلبية على المدنيين. في الختام، تُمثل هذه الخطة محاولة شاملة لإعادة صياغة الوضع في القطاع، مع التركيز على الأهداف الاستراتيجية بينما تتعامل مع التحديات الإنسانية الناشئة.
تعليقات