أوهام احتلال غزة وتهجير سكانها.. ستعزز عزلة إسرائيل بشكل كبير!

في تصريحاته الأخيرة، شدد السياسي الإسرائيلي البارز إيهود باراك على أن الاستمرار في العمليات العسكرية في قطاع غزة لن يحقق أي انتصار حقيقي، بل سيزيد من عزلة إسرائيل على المستويات السياسية والقانونية. وفق رأيه، تبدو هذه الجهود كخطوات تستهدف الحفاظ على الائتلاف الحاكم داخل إسرائيل، لكنها في الواقع تفتقر إلى الرؤية الاستراتيجية السليمة. يرى باراك أن التركيز على توسيع الحرب لن يغير النتائج مقارنة بالعمليات السابقة، حيث يبقى الشك حول فعاليتها كبيراً. ويؤكد أن إسرائيل تحتاج إلى قيادة جديدة تقدر على إعادة الأسرى المحتجزين بشكل فوري وإنهاء ما يصفه بـ”الحرب العبثية” التي لا تخدم مصالح الشعب الإسرائيلي.

إيهود باراك: احتلال غزة وتهجير سكانها أوهام تزيد العزلة

في سياق هذه التصريحات، يحذر باراك من أن أي محاولة لاحتلال قطاع غزة أو تهجير سكانه الفلسطينيين لن تكون سوى أوهام مضللة، ستعود بالضرر على إسرائيل نفسها. هذا النهج، الذي يبدو جذراً في بعض الدوائر السياسية، لن يؤدي إلا إلى زيادة التوترات الدولية وضرب مصداقية إسرائيل كدولة. ويشير إلى أن تكرار الأخطاء التاريخية في التعامل مع القضايا الفلسطينية قد يعمق الشقاق الداخلي والخارجي، مما يجعل إسرائيل أكثر عرضة للانتقادات والعقوبات. كما يؤكد باراك أن الاعتماد على القوة العسكرية وحدها لن يحل المشكلات الجذرية، بل قد يفاقم من الأزمات الإنسانية ويزيد من عدد الضحايا بين المدنيين. في رأيه، من الضروري تبني نهج دبلوماسي يعيد النظر في السياسات الحالية لتحقيق السلام المستدام، مع التركيز على حلول عادلة تتجنب التصعيد غير المنضبط.

تداعيات توسيع النزاع على مستقبل إسرائيل

ومع ذلك، يبقى السؤال الأكبر حول كيفية تأثير هذه السياسات على مستقبل إسرائيل في المنطقة. باراك يلفت النظر إلى أن الاستمرار في هذه الحملات يمثل مخاطرة كبيرة، حيث قد يؤدي إلى فقدان الدعم الدولي وتعزيز العزلة التي يعاني منها الجانب الإسرائيلي. في هذا السياق، يناقش باراك احتمالية أن تكون هذه الاستراتيجيات مجرد أداة سياسية داخلية، تهدف إلى تعزيز مواقع بعض الساسة، لكنها في نهاية المطاف ستؤثر سلباً على الاقتصاد والأمن. ويذكر أن تاريخ الصراع يظهر أن الاعتماد على القوة العسكرية دون حلول سياسية طويلة الأمد لم يحقق الاستقرار، بل أدى إلى دائرة لا تنتهي من التوترات. لذا، يدعو إلى ضرورة إعادة تقييم الأهداف، مع الالتزام بمبادئ القانون الدولي والبحث عن وسائل دبلوماسية تتيح إنهاء الصراع بشكل يضمن حقوق جميع الأطراف. في الختام، يرى باراك أن الوقت مناسب لإسرائيل لتجنب المزيد من العواقب السلبية من خلال تبني نهج يركز على الحوار والحلول الشاملة، بدلاً من الإصرار على سياسات قد تكون قديمة وغير فعالة. هذا المنظور يفتح الباب أمام نقاشات جديدة حول كيفية بناء مستقبل أكثر أماناً للمنطقة ككل.